عندما تُترجم الخطط على أرض الواقع فهذا شاهد إثبات على أن السير باتجاه تحقيق الهدف لا يفصله سوى مُتغيِّر الزمن الذي تستغرقه عملية التنفيذ، وعندما يتوافر الدعم اللوجستي لفعل ما مهما صَغُر أو كَبُر من القيادة السياسية؛ فهذا مؤشرٌ على أن المشروع يشغل حيِّز اهتمامها ليتحوَّل الحُلم إلى حقيقة والرؤية البعيدة واقعاً لا يرتهن للافتراضات الوهميّة والشعارات التسويقية التي يسوقها الواهنون فكراً وإرادة، ويُشكك في مصداقيتها المهزومون من الداخل؛ في محاولة بائسة لتثبيط هِمم العظماء وكسر طموح الشباب المعتمِد منهجية التغيير المُخطط الذي يستهدف الانتقال من الواقع الحالي إلى واقع أفضل .
وتأسيساً على ما سبق فتعدُّ «نيوم» واحدة من أبرز المشاريع العملاقة التي خُطط لها بفكر مُختلف ونهج احترافي من خلال التفكير خارج الصندوق؛ لتُصبِح واجهة إقليمية لحضارة شعب ورؤية وطن ورابطة لتكتل دول خارج إطار المفهوم السياسي الضيِّق الذي غالباً ما يكون مُؤطراً بحسابات مُعقدّة لا يفكُ طلاسمها سوى المتمرس في دهاليزه، فقد كان مشروعاً ذا أفقٍ أوسع واستثماراً حقيقياً للمعرفة قبل الأرض وخدمة للوطن دون الكسب بكافة صوره المُتعارف عليها وحسابات السياسة التي لا تعرف سوى لُغَة المصالح.
وقد أكد هذا التوجه الجديد للدولة قيام ملك البلاد وقائد الأمة بقضاء إجازته في المنطقة التي تحتضن مشروع «نيوم» بل استهدف أن تكون جلسة مجلس الوزراء الاعتيادية أبرز المناشط التي تُنفذ فيها؛ بهدف لفت الانتباه لأهمية صناعة السياحة كداعم جديد لموارد الناتج الوطني من جهة وإثبات أن المملكة بيئة جاذبة لها جرّاء ما تنعم به من استقرار وما يتوافر لها من إمكانات وما تمتلكه من مقومات طبيعية تجعلها وجهة للكثير من المُستثمرين الذين سمعوا وقرأوا عن رؤية 2030 وأضحت بفضل الهيئة المُشرفة على مشروع «نيوم» بقيادة ولي العهد واقعاً ملموساً لا خيالاً يخضع للتكهنات ويستسلم للإسقاطات السلبية التي لا مكان لها في السعودية الجديدة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
