Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

لا مساومة على القدس وعودة اللاجئين..!

لقد اعتمد الصهاينة من بداية الصراع على فلسطين على ضعف العرب وتفرق الفلسطينيين متناسين أن الثوابت لن تزول بمرور الزمن وأن ذاكرة الشعوب العريقة لا تُمحى وإن أصابتها الشيخوخة فإن الأجيال تنهض من جديد وتستعيد وهجها الذي لا ينطفئ.

A A
من إحدى الحيل التي تتبعها إسرائيل الاعتماد على ذاكرة النسيان العربي، وقد حققت بذلك الشيء الكثير، ولكن القضية لم ولن تُنسى برغم مرور الوقت والتوسع في نهب الأرض وهدم المنازل وتشريد أهلها واكتظاظ المخيمات بتزايد السكان وحالات ساكنيها المزرية.. القضية لن تُنسى لأن ذاكرة أهلها لن تموت كما يتصور الفكر الصهيوني وستبقى أمانة في عنق كل فلسطيني وعربي جيلًا بعد جيل حتى تتحقق العدالة ويعود الحق لأصحابه.. هكذا يعلمنا التاريخ وتلهمنا الذاكرة المنقوشة على صخور القدس وفي ذاكرة كل مولود عربي على أرض فلسطين وفي الشتات ويُحيي بها ضمير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج عاطفة وإصراراً وعقيدة، لأن القدس أولى القبلتين ومسرى سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام والمسجد الأقصى تُشد الرحال إليه إلى يوم الدين.

كتبتُ في مقال سابق على هذه الصفحة بعنوان «رغبة إسرائيل في السلام» استشرافاً بأن صفقة القرن ستفشل لأن إسرائيل لا تريد السلام وأن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أفسد كل ما كان ترمب والصهاينة يهدفون إليه، وهو استسلام ونسيان القضية التي لا يمكن حلها إلا في إطار حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين وقبل كل شيء موافقة الشعب الفلسطيني على الحل، وهذا ما تتجاهله إسرائيل والإدارة الأمريكية تمامًا لأنهم يقرأون الوضع العربي بطريقة تعتمد على النسيان، وتتجاهل الواقع الإنساني والتاريخ والجغرافيا والذاكرة التي لن تنسى مقدسات العرب والمسلمين والقدس أولها.

لقد اعتمد الصهاينة من بداية الصراع على فلسطين على ضعف العرب وتفرق الفلسطينيين متناسين أن الثوابت لن تزول بمرور الزمن وأن ذاكرة الشعوب العريقة لا تُمحى وإن أصابتها الشيخوخة فإن الأجيال تنهض من جديد وتستعيد وهجها الذي لا ينطفئ.

المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- قطعت الشك باليقين عندما أعلن خادم الحرمين بأن ما يُسمى بصفقة القرن لن تتم بدون حل الدولتين والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين وأن الرهان على ذاكرة النسيان وهمٌ لن تفرح به إسرائيل وأعداء الأمة العربية. وإذا كان من جدية لحل القضية فإن مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمة الله عليه التي تبنتها الدول العربية لازالت الطريق الصحيح للحل والأمن والاستقرار في المنطقة.

إن اسرائيل التي أسستها وتقودها الحركة الصهيونية لازالت في أسر القراءة الخاطئة للتاريخ والحالة اليهودية المحملة بالنزعة العنصرية وأسطورة شعب الله المختار.. والإدارات الأمريكية المتتابعة هي الأخرى أسيرة الفكر الصهيوني بوهم قوة تأثيرهم في السياسة الأمريكية، فقد جربوا كل الحيل لجعل الشعب الفلسطيني -ومن خلفه الأمة الإسلامية والعربية- يستسلم وينسى ويفرط في الثوابت ولكنهم فشلوا وخابت آمالهم لتبقى القدس في وجدان الأمة رمزًا ومسجدًا وأولى القبلتين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store