Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

المجتمعات والحروب الفكرية

A A
الحروب الفكرية من أخطر أنواع الحروب بل إن بعضها قد يكون أخطر من الحروب العسكرية والسبب أن هذه الحروب الفكرية غيرمعلنة أو محسوسة وتلجأ إلى الطرق السرية والمآرب الخفية فلا تشعر بها إلا بعد أن تقع إحدى نتائجها. وأهم أسلحة تلك الحرب هي وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعية.

المملكة العربية السعودية تصدت لهذه الحروب وأعلنت تأسيس مركز الحرب الفكرية وهو مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع ويختص بمواجهة جذور التطرف والإرهاب وترسيخ مفاهيم الدين الحق، كما يهدف المركز ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة إلى التخاطب مع الآخرين بلغات متعددة للتصدي لأفكار التطرف والإرهاب وذلك من خلال رفع مستوى الوعي بحقيقة الإسلام وتعزيز المناعة الفكرية للفئات المستهدفة من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية وتفويت الفرصة على التطرف والإرهاب وقائياً وعلاجياً ودعم الصورة الذهنية الإيجابية عن دين الإسلام وإيضاح قيمه الرفيعة.

تعد المملكة من أكثر الدول في العالم التي عانت من الإرهاب والتطرف وتم التغرير بشبابها من قبل العديد من المنظمات الإرهابية والمتطرفة وذلك من خلال معلومات مغلوطة وخاطئة وغير صحيحة عن الدين الإسلامي وتفسيرات وتأويلات متطرفة، لذلك كان لابد من تأسيس مثل هذا المركز لوضع الخطط والبرامج التثقيفية والتي تحمي الشباب من التغرير وتساهم في معالجة المتأثر منهم وتصحيح مفاهيمه وقيمه وأفكاره، كما توفر الوقاية للشباب من الوقوع في ذلك المنزلق والانجراف مع ذلك الغزو الفكري وتوعية الناس وتثقيفهم من خطورة تلك التيارات الإرهابية، مع توضيح حقيقة الإسلام ونقائه وإنسانيته والتحذير من مظاهر الفتن والإرهاب والتطرف والغلو والتكفير والطائفية والتي كثيراً ما تأتي بسبب عدم وجود توجيه أو إرشاد مما يجعل الشباب لقمة سائغة للغزو الفكري.

إن للوطن أعداء يسعون للتغرير بأبنائه وجرهم لمواضع الفتن والحروب وجعلهم أدوات في أيدي بعض قيادات الفكر المتطرف مستخدمين حماس وحب أولئك الشباب لدينهم ورغبتهم في الدفاع عنه، وهذا الأمر يساهم في نهاية المطاف إلى إيقاع أولئك الشباب في مستنقع الإرهاب والتطرف.

إن الحروب الفكرية والتي تتعرض لها بعض المجتمعات اليوم تعمل في معظمها على محاولة تشويه صورة الإسلام الحقيقية وتشويه جميع مصادر الشريعة من قرآن وسنة وكذلك تشويه نظام الحياة الإسلامية سواء بالرجعية وعدم مواكبة التحضر والتقدم أو التكفير والتشدد، متجاهلين حقيقة هذا الدين الإسلامي والذي يلبي جميع حاجات الإنسان الخاصة والعامة وينظم كافة شؤونه ويساهم في رقي المجتمعات وهو أساس الكثير من الحضارات حول العالم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store