Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

يوميات الزواج بين اليأس والابتهاج

الحبر الأصفر

A A
حِينَ نَشَرَتُ هَذه الزَّاوية؛ يَوميَّات عَن الزَّوَاج، تَعهَّدتُ بإضَافة المَزيد مِنهَا؛ كُلَّما سَنحَت الفُرصَة، لِذَا هَا نَحنُ نَفي بالوَعد، عَلَى أَمَل أَنْ تَكون الإضَافَات، بحَجم تَطلُّعات العيون، التي تَترقَّب الجَديد والمُفيد:

(الأحد): يُقال إنَّ الزَّوَاج استقرَار، ويُقَال إنَّه سَكَن واطمئنَان، ولَكن هُنَاك مَن قَلَب كُلّ هَذه المُعَادلَات، واعتَبره حَربًا شَعوَاء، مُشبِّهًا النَّوم بجوَار الزّوج؛ بالنَّوم مَع العَدو، حَيثُ يَقول أَحَد الفَلَاسِفَة: (الزَّواج هو الحَرب الوَحيدَة؛ التي تَنَام فِيهَا بجوَار العَدو)..!

(الاثنين): رِحلة التَّملُّص مِن رَابِط الزَّوَاج، هي رِحلة الخيَارَات الصَّعبَة، وقَليلٌ مِن الرِّجَال مَن يَعتَرف بذَلك، ولَعلَّ الفَيلسوف «جاك بيني» مِن هَؤلاء القَلَائِل، حَيثُ يَقول: (لَم يَصل بِنَا النِّقَاش -أَنَا وزَوجَتي- إلَى الطَّلَاق طُوَال 47 سَنَة.. وإنْ كَان يَصل أَحيَاناً إلَى التَّفكير فِي القَتل، أَو الانتحَار)..!

(الثلاثاء): قَد يُصَاب الأَزوَاج بالمَلَل مِن بَعضهم البَعض، وهَذا المَلَل لَن يَكون حَلّه؛ «الطَّلَاق»، بَل هُنَاك مَن ابتَكر حلُولاً للمُحَافَظَة عَلَى الزَّوَاج، ومِن ذَلك مَا فَعله الأَديب «رودني دانجرفيلد»، حِينَ قَال: (نَحنُ نَنَام فِي غُرفٍ مُنفَصِلَة، ونَتعشَّى فِي أَوقَاتٍ مُختَلفَة، ونَذهَب لأُمَاكِنٍ مُختَلفَة أَيضًا، وهَكَذا نَحنُ نَفعل كُلّ مَا بوَسعنا؛ للحِفَاظ عَلَى زَواجِنَا)..!

(الأربعاء): هَل يُؤدِّي الحُب، إلَى الزَّوَاج؟.. هَذا سُؤالٌ كَبير، لَا أَحَد يَملُك الإجَابَة الحَقيقيّة عَليهِ، لأنَّ كُلّ مُجيبٍ؛ يَتحدَّث عَن تَجربته الخَاصَّة، ولَكن هُنَاك مَن جَزِمَ بأَنَّ الزَّوَاج؛ يُعالِج أَزمَات الحُب، فهَذه السيّدة الأَديبَة «هيلين رولاند» تَقول: (العِلَاج الوَحيد لأَزمَات الحُب هو الزَّوَاج)..!

(الخميس): الزَّواج رِحلَة مَحفوفَة بالمَسؤوليَّة؛ والمَصير المُشتَرك، ولَيس مُجرَّد مُتعَة عَابِرَة؛ تَحدُث بَين طَرفين، وفِي ذَلك يَقول الأَديب «راينر ماريا ريلكه»: (الزَّوَاج أَكبَر بكَثير مِن أَربَع أَرجُل عَلَى سَريرٍ واحِد)..!

(الجمعة): مَع المَرأَة، يَجب عَلَى الرَّجُل أَنْ يَكون كَبيراً فِي مُلَاحظَاته، ويَجب، لَا أَقُول يَغفِر، بَل يَتغَاضى عَن زَلَّاتها الصَّغيرَة، حَتَّى يَتمتَّع بفَضَائِلهَا الكَبيرَة، وفِي ذَلك يَقول الأَديب «جبران خليل جبران»: (الرَّجُل الذي لَا يَغفر للمَرأَة هَفوَاتهَا الصَّغيرَة، لَن يَتمتَّع بفَضَائلهَا الكَبيرَة)..!

(السبت): يُعوِّل العُقلَاء عَلَى الزَّوجَة فِي صِنَاعة السَّعَادَة، وهي فِي ذَلك أَهم مِن الرَّجُل، لأَنَّها هِي المُحرِّك، وهِي الصَّانِع، وهِي الدَّافِع لهَذه السَّعَادَة، وقَد جَاء هَذا التَّصريح مِن سيّدة، حَيثُ تَقول الأَديبَة «فاطمة نعمت راشد»: (إنَّ السَّعَادَة الزَّوجيَّة فِي يَد الزَّوجَة؛ أَكثَر مِمَّا هي فِي يَدِ الزَّوج).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store