الحج أحد أركان الإسلام الخمسة لمن استطاع إليه سبيلًا حسب النص الذي حدد أركان الإسلام. ومنذ فُرض الحج وهو لم ينقطع في كل عام وفي موعده المحدد حيث يفد الحجاج إلى مكة المكرمة وهم في زي الإحرام ملتزمين بضوابطه ومواقيته. مشهد الحج الجليل يعبر عن مدى استعداد الإنسان المسلم للانضباط، وعن الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية في تهيئة كل سُبل النجاح والراحة لموسم الحج إضافة إلى ما تقوم به من توسعة وتطوير مستمريّن للمرافق ومواكبة الخدمات باستخدام التقنية لتسهيل التواصل وضبط ومتابعة وإحكام عمليات الأمن من أجل سلامة الحجاج خلال أدائهم مناسك الحج من البداية حتى النهاية بإذن الله وتوفيقه. ومن الملاحظ أن الإعداد التوعوي الجيد للحجاج قبل مغادرتهم بلادهم يُعد من شروط النجاح لرحلة الحج الإيمانية. وهذا ما تقوم به وزارة الحج على مدار العام من خلال التنسيق الثنائي مع الدول الإسلامية ومنظمي حملات الحج من كل الدول، كما أن استقبال الحجاج في المملكة وترحيلهم إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بانسيابية يزداد تحسنه في كل عام بشهادة البعثات الرسمية ومنظمي حملات الحج وما توضحه أجهزة الإعلام التي تتابع تغطية الموسم من البداية حتى النهاية في جو روحاني تحفه الراحة والاطمئنان وبأقل قدر من المشقة.
والرسالة التي تصل إلى أرجاء العالم هي بجلاء قدرة المملكة العربية السعودية على استقبال الملايين ورعايتهم وتنظيم الحشود وتوفير كل سبل الأمن والراحة معيشيًا وصحيًا لكل الحجاج الوافدين بدون استثناء. وبرغم تزايد الطلب على أداء الحج في كل عام من الداخل والخارج فقد شملت الترتيبات الحد من حجاج الداخل بشرط «لا حج بدون تصريح» للحد من تكرار الحج لتوفير فرص أكبر لحجاج الخارج وإعطائهم الأولوية.
إن التفاني في تفهم وتفهيم من ينوي الحج ونجاحه.. يتطلب تعاوناً وتضافراً لكل الجهود من قِبل الحجاج ومؤسسات الطوافة وغيرها المصرح لها بتنظيم حملات الحج من الخارج والداخل. وهذا يعتبر شرطاً أساسياً لضوابط أداء نسك الحج على أن يتم ذلك من خلال برامج توعوية قبل الحج وهم مازالوا في بلدانهم بوقت كافٍ.
إن مظاهر التفاني والحرص من قبل المسؤولين عن الحج في المملكة العربية السعودية على كل المستويات وعلى رأسهم ما تقوم به أمارة منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة وكل الجهات ذات العلاقة في الوزارات المعنية من استعدادات وأعمال مخلصة وجادة في سبيل راحة وسلامة وأمن الحجاج بشكل مبهر لكل مراقب موضوعي على مستوى العالم وبهذا يكون الحج عبادة ورسالة وتفانٍ، إنها عملية تكاملية تتشرف المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا بكل أجهزتها الإدارية والأمنية والصحية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بالقيام بها بكل رضا وترحاب بخدمة حجاج بيت الله الحرام.
والحمد لله من قبل ومن بعد وكل عام وكل حاج وكل من شرفه الله بخدمتهم بخير.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
