Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

آفات العنصرية عواقبها مصيرية(2)

الحبر الأصفر

A A
مَازلنَا نَتحدَّث عَن دَاءِ العُنصريَّة، هَذا الدَّاء الذي انتَشَر واستَشْرَى، حَتَّى طَالَب المُصلِحُون والطيِّبون والبُسطَاء؛ بوَضع حَدٍّ قَانوني يُردعه، كَي لَا يَتسبَّب فِي تَفتيت المُجتَمع وتَقسيمه. وبالأَمس، ذَكرنَا بَعض النَّماذج التي تَشرَح العُنصريَّة، وتُبيِّن أَضرَارها. واليَوم دَعونَا نُكْمِل مَا بَدأَنَاه..!

حَسنًا، وَردَت قصّة «ابن السوداء» فِي الصَّحيحين؛ عَلَى النَّحو التَّالي: قَال «أبوذر» -رَضي الله عَنه-: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِي كَلاَمٌ، وَكَانَتْ أَمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ -صلَّى الله عَليه وسَلَّم-، فَلَقِيتُ النَّبِيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ سَبَّ الرِّجَالَ سَبُّوا أَبَاهُ وَأُمّهُ. وفِي روَاية لمُسلِم: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَنِلْتُ مِنْهَا، فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فَقَالَ لِي: أَسَابَبْتَ فُلاَنًا؟، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ؟، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ..!

وفِي جَانبٍ آخَر مِن جَوَانِب العُنصريَّة، مِن المُمكن أَنْ نَستَشهِد بفِكرة، رَئيس «زيمبَابوي» السَّابِق «مُوغابي»، الذي قَالَ ساخراً: «لَن تَزول العُنصريَّة، طَالَمَا مَا زَال اللَّون الأَبيض يَدلُّ عَلَى السَّلَام، أَمَّا الأَسوَد فيَدلُّ عَلَى الحَرب، لأني بكل بساطة ما زلت أمسح (يدي المتَّسخة) بورقٍ أبيض»..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَنْ نَقول لَكُم: انتَظرُوا فِي المَقَالِ القَادِم؛ مَزيداً مِن الأَقوَال حَول العُنصريَّة، وقَبل أَنْ نُودِّعكم، دَعونَا نَستَشهد بعِبَارة؛ المُمثِّل السِّينمَائي الهُوليودي الشَّهير -مِن أَصل إِفرِيقي-، التي يَقول فِيهَا: (تَنتَهي العُنصريَّة، عِندَمَا نَتوَقَّف عَن الحَديث عَنهَا)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store