Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

آفات العنصرية عواقبها مصيرية(3)

الحبر الأصفر

A A
مَازلنَا نَغرِف مِن بَحر المَقولَات؛ التي تَنبذ العُنصريَّة. ونُحَاول أَنْ نَستَشهِد ونَستَحضر النّصُوص؛ التي تُظهِر الوَجه القَبيح، لكُلِّ فِعلٍ عُنصري، وقَد ذَكرنَا فِي مَقَالَيْ «أَمْس؛ وأَوّل أَمْس»، شَيئاً مِن هَذه المَقولَات، والآن نُكْمِل المَسيرَة، لَعلَّ مِثل هَذه النّصُوص؛ تُشجِّع وتُحفِّز عَلَى التَّسريع؛ فِي إصدَار قَانُون يُجرِّم العُنصريَّة، بكُلِّ أَشكَالِهَا..!

تَقول الأَديبَة الصَّديقَة «بثينة العيسى»: (قَضيَّتي الأُولَى -عَلَى الأَرجَح- هي أَنْ يَكفُّ العَالَم عَن تَشريط جَسده وتَقسيمه؛ بَين مَركزٍ وهَامِش، وسَائِدٍ ومُتنحٍّ، ونسقٍ ذكُوري ونسقٍ أُنثَوي، سَوَاء وَقَع هَذا التَّقسيم؛ بَين ذَكرٍ وأُنثَى، أَو أَبيَض وأَسوَد، أَو عَربي وأَعجَمي.. قَضيَّتي الأُولَى هِي رَفض العُنصريَّة بكُلِّ أَشكَالِهَا، ومِن الطَّبيعي أَنْ يَكون تَركِيزي عَلَى العُنصريَّة؛ المُمَارَسَة ضِد المَرأَة، بحُكم أَنَّني -بمُوجَب أُنوثَتي وشَرقيِّتي- أَتعرَّض لَهَا طوَال الوَقت، وأَرَاهَا تُعشِّش فِي جُغرَافيَا وَطني بجدَارَة)..!

وإذَا تَجَاوزنَا هَذه المَقولَة، سنَجد أَنفسنَا أَمَام مَقولَة أُخرَى لرَجُلٍ؛ عَانَى مِن العُنصريَّة، وتعب مِنهَا، وأَعنِي بِهِ الرَّئيس الجنُوب إفريقي الأَسبَق الرَّاحِل، «نِيلسُون مَانديلا»، حَيثُ يَقول: (لَا يُولَد إنسَان؛ يَكرَه إنسَانًا آخَر بسَبب لَون بَشرته، أَو أَصله، أَو دِينه.. النَّاس تَعلَّمت الكَرَاهية، وإذَا كَان بالإمكَان تَعليمهم الكَراهية، إذاً بإمكَانِنَا تَعليمهم الحُب، خَاصَّة أَنَّ الحُب أَقرَب لقَلْب الإنسَان مِن الكَراهيَة)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: لَابدَّ مِن الاستشهَاد -ونَحنُ فِي مَقَام العُنصريَّة- بمَقولة الزَّعيم الحقُوقي السِّيَاسي «الإفروأمريكي» السيّد «مارتن لوثر كنج»، حَيثُ يَقول: (عَلينَا أَنْ نَتعلَّم العَيش مَعاً كإخوَة، أَو نهْلَك مَعاً كأَغبيَاء)..!

هَذا مَا قَاله هَؤلَاء. أَمَّا نَحنُ، فانتظرونَا فِي الحلقَة الأَخيرَة غدًا، لاستكمَال مَا يُمكِن أَنْ يُضَاف لتَشخيص دَاء العُنصريَّة..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store