أسعار «فلكية» لاستراحات العيد.. وأصحابها يبررون: مناسبة لتكاليفها

شكا مواطنون من الارتفاع الفلكي لأسعار الاستراحات أيام العيد الأضحى متعجبين من «الرغبات الربحية المجنونة»، التي ترفع قيمة الليلة الواحدة لـ3000 ريال بخلاف الشروط التعجيزية، التي يضعها أصحاب الاستراحات بشأن عدد الأسر التي تقيم داخل «الاستراحة» وقالوا إن الغلاء المتصاعد أفسد علينا فرحة العيد، مؤكدين أن الارتفاع تخطى 3 أضعاف السعر في الأيام العادية.

واختلفت الأراء حول أسعار الاستراحات في العيد، ففي الوقت الذي يؤكد فيها أصحابها ارتفاع نسب الإشغال لـ 100% والتزامهم الكامل بتنافسية السعر يعلو صوت الشكوى من العوائل ممن يتهمون المؤجرين بالجشع وغلاء السعر بشكل يرهق الميزانيات، مطالبين الهيئة العامة للسياحة أو الجهات المعنية بتنظيم قطاعها ومراقبة أسعارها.

«المدينة» تابعت أراء المواطنين ووقفت على أراء أصحاب الاستراحات عبر هذا الموضوع..

تقول أم وليد: إن فكرة استئجار الاستراحات في موسم العيد عادة عكفت عليها منذ عدة سنوات، فأصبحت أقوم سنويًا بحجز استراحة تجمع أولادي وأحفادي نقيم فيها وليمة عيد الأضحى المبارك من باب الترفيه والاستمتاع بالعيد الأكبر، إلا أن ارتفاع الأسعار في هذا الموسم أصبح يرهق ميزانيتي خاصًة أن هناك مستلزمات أخرى يجب توفيرها غير الاستراحة.

ويشاركها الرأي نواف السليمي، الذي يقول: في غير موسم عيد الأضحى قد نحصل على استراحة كبيرة بعدة مجالس وحمامات سباحة بسعر لا يتجاوز 1500 ريال، ولكن مع ازدهار وانتعاش سوقها في العيد يرفع ملاكها الأسعار لتصل إلى 3000 ريال مستغلين بذلك حاجة الناس لها.

مراقبة الأسعار

أما أفنان عبدالوهاب فقالت: الاستراحات في موسم الأعياد تعد من السياحة الداخلية لابد من تدخل الجهات المعنية لمراقبة أسعارها ونحن نحتاج جدًا إليها خاصة مع موسم الصيف والعيد لأنه تعتبر من أنسب الوجهات الترفيهية التي تناسب العائلة السعودية لما تتميز به من خصوصية تجعلهم يستمتعون بقضاء أوقاتهم بأريحية تامة ومأمن على الأطفال.. وتضيف أم تركي: تجد العوائل السعودية في الاستراحة المكان الأنسب لإقامة الحفلات والولائم لاسيما في موسم الأعياد وعدم وجود مساحات كافية في البيوت لاستيعاب تجمع العائلة، لذا تجد أن الأسر تتسارع في حجز الاستراحات بدءًا من شهر ذي القعدة، ولكن للأسف أصحاب الاستراحات يعتبرون أن هذا موسم خصب لرفع الأسعار إلى الضعف.

لماذا الارتفاع؟

عبدالرحمن عمران قال: إن الاستراحات في أيام العيد تعتبر الملاذ المناسب بل أعتقد أنه الوحيد الذي يحب أن يجتمع فيه السعوديون للاستمتاع بالأجواء المرحة، ولكن أسعار لااستراحات هي ما تفسد علينا فرحة العيد فنجد الاستراحة قد ارتفع إيجارها إلى الضعف غير الأيام خارج العيد وهي بنفس الإمكانات والأدوات فلماذا ترتفع هكذا؟

ويشير حمزة رجالله إلى أن هناك من يستغل فرحة السعوديين بهذه المناسبة وكل سنة نعاني من هذا الاستغلال للطلب على الاستراحات فليس لدينا مانع بأن ترتفع الأسعار بالقليل، ولكن الواقع بأن الارتفاع وصل للضعف وتكون ثقيلة على من هم من أصحاب الدخل المحدود والعاملين في القطاع الخاص.

وشاركه فهد ريان قائلا: على الجهات المسؤولة التدخل في تحديد الأسعار وجعلها في متناول الجميع، وتوحيد السعر في جميع المناطق، التي تفوق في أحيان قيمة تذكرة السفر والإقامة في إحدى الدول فقط وصلت إلى أرقام فلكية في وقت توجد هناك استراحات أخرى أقل سعرًا، لكنها في مقابل ما هو موفر فيها من خدمات متدنية، وقلة النظافة ونحوها تعد أسعارًا مبالغًا فيها أيضًا.

أصحاب الاستراحات: السعر مناسب

السيدة عائشة البكري، مالكة إحدى الاستراحات شمال شرق جدة، قالت: نحن نعلم كملاك استراحات بأن العوائل تقوم بدفع قيمة الاستراحة بالمناصفة بيما بينهم، وبالتالي فإن ارتفاع السعر الذي لا يتجاوز 3500 ريال لن يرهق ميزانيتهم، فالأسر عادة ما تكون كبيرة وقادرة على تغطية المبلغ.

أما فاضل الحربي فيقول: الأسعار مناسبة جدًا ولا توجد فيها مبالغة فالمستأجر يحصل على 3 مجالس كبيرة خارجية و4 غرف داخلية وعدة دورات مياه وألعاب أطفال و3 حمامات سباحة مغلقة ومفتوحة وللأطفال، بالإضافة إلى وجود مطبخ وتلفزيونات، لذا فإن كل هذه الخدمات الترفيهية التي يحصل عليها بمقابل 3000 أو 4000 ريال لا تعتبر كثيرة ولا يوجد فيها استغلال.

ويؤيده أحمد مؤمنة الذي يقول: غالبًا ما يستأجر الاستراحة عوائل كبيرة ويلحقون بالمكان أضرارًا كبيرة ومخلفات تحتاج إلى تنظيف شركات وتغيير أثاث، بالإضافة إلى أن ضخامة المكان يحتاج إلى مبلغ كبير لسد احتياج المستأجرين من الماء والكهرباء، الأمر الذي يجعل من أسعار الإيجار مناسبة جدًا.