Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

ماذا يحصل في أمريكا..!

والمراقب لما يحصل من تصرفات وما قد تؤدي إليه من تداعيات على الاقتصاد والسياسة في داخل أمريكا وخارجها يسأل: أين الحدود التي سيقف عندها السيد ترمب الذي يجيد لعبة الحوار مستفيداً من تجاربه في عالم المال والإعلام والذي يطمح لتجاوز كل الحواجز بكل وضوح في منهجه المثير للجدل من بداية حملته الانتخابية ويوظف كل نجاحاته في ميدان الأعمال التجارية في التعامل مع شركاء أمريكا الدوليين الصغير والكبير والقريب منهم والبعيد، بعد أن فتح النار على كل الجبهات

A A
في الوقت الذي تحتفل الأمة الاسلامية بإنجاز استثنائي لموسم الحج تحت رعاية المملكة العربية السعودية، يعيش العالم أزمة مركَّبة في السياسة الدولية على وشك أن تصل الى نقطة الانفجار، والمحرك الرئيسي في هذه المرحلة هو الذي يحصل في الولايات المتحدة الامريكية وآثار تداعايته على العالم بصفة أمريكا الدولة العظمى الأولى بما تملكه من ثقل اقتصادي وكل وسائل القوى الأخرى الناعمة والصلبة. والمتابع يدرك بأن الذي يحصل في المرحلة الحالية يعبر عن التراكمات التي حصلت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عندما انهزمت النازية وانقسم العالم الى معسكرين بقيادة الاتحاد السوفيتي وأمريكا وتأسست الأمم المتحدة ومجلس الأمن في صيغتها الحالية التي مكنت أمريكا على وجه الخصوص من الهيمنة والتحكم في الاقتصاد والسياسة العالمية.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات من القرن الماضي وتحطيم جدار برلين رمز الانتصار والهزيمة -في الحرب الكونية الثانية- والفصل بين المعسكرين، انفردت أمريكا بسياسة القطب الواحد لإدارة شؤون العالم.

بداية القرن الحادي العشرين صادفت انبثاق ثورة المعلومات والبث الفضائي للمعلومات بقيادة أمريكا وبدون قيود حتى أصبحت القوة هي لغة التخاطب.

السوشال ميديا عطلت فعالية القنوات الدبلوماسية التقليدية واحتل تويتر والفيس بوك محل الصدارة في تعامل الرئيس الأمريكي الحالي المولع باستخدام تويتر حيث لم يعد لديه الصبر لإخضاع كل قراراته للقنوات المعتادة من مستشارين ودراسة دقيقة لكل التصريحات التي تصدر عن البيت الأبيض خاصة وأن الرئيس الحالي مثل أسلافه يحمل معه أينما ذهب مفاتيح القوة التدميرية العظمى.

والمراقب لما يحصل من تصرفات وما قد تؤدي إليه من تداعيات على الاقتصاد والسياسة في داخل أمريكا وخارجها يسأل: أين الحدود التي سيقف عندها السيد ترمب الذي يجيد لعبة الحوار مستفيداً من تجاربه في عالم المال والإعلام والذي يطمح لتجاوز كل الحواجز بكل وضوح في منهجه المثير للجدل من بداية حملته الانتخابية ويوظف كل نجاحاته في ميدان الأعمال التجارية في التعامل مع شركاء أمريكا الدوليين الصغير والكبير والقريب منهم والبعيد، بعد أن فتح النار على كل الجبهات

بدون تردد أو تمييز بين صغير وكبير من حلفاء أمريكا ومنافسيها على المسرح الدولي بما في ذلك الإعلام الامريكي الذي لم يعد يعيره أي اهتمام. وعلى المراقب أيضاً أن يتصور لو لم تكن أمريكا دولة مؤسسات يحكمها دستور ومجالس نيابية ومحكمة عليا وحصانات مؤسساتية مقننة لديموقراطيتها على كل المستويات في كل الولايات الخمسين الى قمة الهرم الفدرالي والمحكمة العليا بعضويتها الدائمة وبيده مفاتيح كل انواع القوة، فهل كان سيقدم على إعادة هيكلة شاملة يمتلك بموجبها كل السلطات كما يحصل في الانظمة الشمولية؟.

إن الحوار الدائر في أمريكا خطير جدا وتداعياته أخطر على كل دول العالم والمتابعة في غاية الأهمية..!

ألف مبروك لكل المسلمين نجاح موسم الحج وشكراً لجهود كل من شارك في ذلك النجاح المبهر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store