Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

أمريكا والتجارة العالمية: من العولمة إلى الأقلمة.. ومن التعددية إلى الثنائية..!

البعض يرى أن ترمب يخوض حربًا عالمية في ميدان التجارة مع الكل لصالح أمريكا تحت شعار "أمريكا أولًا" فهل ينجح ويكسب ولاية ثانية في البيت الأبيض؟ أم تنتصر العولمة على الانعزالية التي يقودها الرئيس ترمب؟

A A
من بداية الربع الأخير من القرن العشرين بدأت موجة العولمة والخصخصة وانتقال ملكية بعض القطاعات الاقتصادية والخدمية من ملكية الدولة إلى ملكية القطاع الخاص مثل الاتصالات والنقل، في عهد الرؤساء كارتر وريقن ومارجريت ثاتشر، للتخفيف على الدول من أعباء الدعم الحكومي لتلك القطاعات وللرفع من كفاءاتها وتحسين أدائها، وكان لا بد من بدء الحوار حول تحديث اتفاقية منظمة التجارة العالمية لتواكب عهد العولمة ونزع القيود على التجارة بين الدول والخصخصة وفتح الحدود والأجواء لتسهيل انسياب حركة البضائع والبشر من دولة إلى أخرى وعبر القارات الخمس.

كان الحوار بين الدول الكبرى التي شنت حملة هيمنة جديدة على التجارة العالمية وبين الدول الصاعدة مثل الصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل وغيرها من دول العالم الثالث التي رأت أن العولمة مجرد هيمنة جديدة من قبل الدول الكبرى. وكان قطاع الخدمات لصناعة النقل الجوي من أبرز العوائق التي كانت ومازالت تواجه ضمَّه تحت اتفاقية شاملة لقطاعات الصناعة والخدمات، وتم استثناء خدمات النقل التي ترتبط باتفاقيات ثنائية متشابكة تتحكم فيها سيادة الدول على أجوائها ومياهها الإقليمية وتقديم الخدمات الملاحية بموجبها، وكان الأمن هاجسًا قوياً يُقلق كل الدول. وبعد 11/9 تصاعد الحرص على ضمان ضوابط مشددة واتخاذ احتياطات إلزامية في كل دول العالم وعلى ناقلاتها الجوية.

فتح الأجواء في عالم الملاحة الجوية إحدى وسائل التجارة العالمية، حيث ينقل أكثر من ثلث البضائع من حيث الأثمان وملايين السياح في كل عام بين قارات ودول العالم في عصر العولمة وما قبلها وما بعدها.

مجيء الرئيس ترمب فتح ملفات كثيرة كان الحديث عنها يدور وراء الكواليس ولكنه جعل منها مشروعاً مثيراً للجدل أثناء الانتخابات وبدأ برفع التعرفة على بعض صادرات شركاء أمريكا المهمين في مجموعة الدول السبع الكبار، وآخر اجتماع في كندا صعد من الأزمة بين أمريكا وأعضاء المجموعة لأنهم في نظر أمريكا ما يُسمى «فري رايدر»، استغلوا قدرات أمريكا خلال فترة طويلة من الزمن مثل تمويل النيتو والقروض طويلة المدى والتسهيلات الأخرى والحماية العسكرية خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي الذي لم يعد له وجود.

إن التأزم الذي يشهده العالم في طريقه لمنهجية جديدة تُعيد عجلة الزمن إلى الوراء في عالم العلاقات والتجارة الدولية من (العولمة إلى الأقلمة... ومن سياسة تعدد الأطراف إلى التعامل الثنائي) في التجارة الدولية -كما يراه الدكتور فواز العلمي الخبير في صياغة اتفاقية التجارة العالمية الذي قاد وفد المملكة للانضمام لاتفاقية القات الأخيرة-.

مصدر تذمر أمريكا لأن العولمة أفقدتها هيمنتها على الكثير من الوظائف حيث هاجرت رؤوس الاموال والمصانع إلى آسيا وأمريكا الجنوبية، وترمب يقول إما تعرفة جديدة حسب ما يراه أو عودة رأس المال والمصانع إلى أمريكا.

الاتفاق الأخير مع المكسيك يلوي ذراع كندا للانضمام للاتفاق أو التخلص مما يُسمى (NAFTA) اتفاقية شمال أمريكا التجارية بين الدول الثلاث (أمريكا، كندا والمكسيك).

البعض يرى أن ترمب يخوض حربًا عالمية في ميدان التجارة مع الكل لصالح أمريكا تحت شعار «أمريكا أولًا» فهل ينجح ويكسب ولاية ثانية في البيت الأبيض؟ أم تنتصر العولمة على الانعزالية التي يقودها الرئيس ترمب؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store