Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

استثمار المعلم

A A
تابعت كغيري رسائل التواصل الاجتماعي السلبية التي تسخر من المعلمين لتمتعهم بإجازة صيفية تعد من أطول الإجازات، والحقيقة أن مثل هذه الرسائل لا تليق بمكانة المعلم ولا رسالته التي يؤديها، وفيها من السخرية والانتقاص من هذه الفئة العزيزة على أنفسنا الأمر الذي أنكره وينكره كل عاقل وكل مقدر لمكانة المعلمين والمعلمات والدور الكبير الذي يؤدونه لوطنهم ومجتمعهم.

عاد الطلاب والطالبات إلى صفوفهم وسبقهم إلى المدارس معلموهم ومعلماتهن، وكنت أتمنى لو أن وزارة التعليم استثمرت أشهُر الإجازة الصيفية في تهيئة المدارس من ناحية المرافق والخدمات وصيانتها ونظافتها حتى تكون جاهزة من اليوم الأول لبدء عام دراسي حافل بالجدية والجاهزية، كذلك تمنيت استثمار جزء من الإجازة في عقد وتنظيم ورش العمل والبرامج التدريبية والتطويرية للمعلمين والمعلمات وإتاحة فرصة تبادل الخبرات وتطوير المهارات واستعراض الممارسات التربوية والتعليمية ليعود عليهم وعلى أبنائنا وبناتنا بالنفع والفائدة.

ولا أظن المعلم إلا كغيره من العاملين في شتى المجالات يحتاج إلى تطوير وتنمية مهارات والاطلاع على الممارسات والخبرات المختلفة في مجاله كالطبيب والمهندس والإعلامي والرياضي والإداري، فالتدريب المستمر أحد أوجه الاستثمار الحقيقي في العنصر البشري لتحسين الأداء وتحقيق أفضل النتائج، وإذا أخذنا بالمسلَّمة التي لا جدال فيها وهي أن الاستثمار في العنصر البشري أهم وأولى الاستثمارات، فإن هذه المسلَّمة تكتسب بعداً أعمق وقيمة أكبر إذا كان المستهدف المعلم والمعلمة.

وكان يمكن خلال تلك الإجازة تبني العديد من الأفكار والفعاليات التي تهيىء ليس المعلم فحسب.. بل تعمل على تهيئة جاهزية البيئة التعليمية وأطرافها ومكوناتها عموماً المعلم والأسرة وأولياء الأمور والطلاب والطالبات، كذلك العمل بالتوازي في أعمال تجهيز وتهيئة المباني المدرسية صيانة ونظافة لتكون انطلاقة العام الدراسي بداية جادة من اليوم الأول.. وليس ككل مرة يبدأ العام الدراسي وهناك الكثير من الأمور والجوانب غير مكتملة.

تمنياتي بعام دراسي حافل بالعطاء ومثمر بالحصاد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store