Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

فلسطين والكونفدرالية

عودة نبرة المطالبة بالكونفيدرالية بين الأردن وفلسطين أشعلها الخلاف الفلسطيني الفلسطيني؛ وقرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده للقدس. وحتى إن كان الفلسطينيون بمختلف توجهاتهم قد استحسنوا هذا المقترح، فإن الملك الأردني عبدالله قد أجهض هذه الفكرة في مهدها، فهو طرف مهم في هذه المعادلة، ورفضه يعني الكثير لبلاده وللقضية الفلسطينية

A A
يدور هذه الأيام حديث حول إقامة كونفيدرالية بين كل من الأردن وفلسطين كحل للصراع الإسرائييلي الفلسطيني، بعد أن تلقَّى الرئيس الفلسطيني محمود عباس عرضاً من الولايات المتحدة حول إقامة كونفيدرالية بين الضفة الغربية والأردن، ينص على أن تكون الضفة الغربية بدون القدس تحت الرعاية الأمنية الأردنية التي ستحمي حدود الكونفيدرالية الأردنية الفلسطينية مع إسرائيل، على أن يعلن الاحتلال الإسرائيلي ضم القدس المحتلة والمستوطنات إليه، وتبقى غزة خاضعة لرعاية أمنية مصرية، وتردَّد بأن هذا العرض هو مخطط إسرائيلي تم بعثه للرئيس ترامب، إلا أن الملك الأردني عبدالله رفض هذا المقترح خشية من أن يكون ذلك تطبيقاً لـ(الوطن البديل) على أرضها، وتتحوَّل بلاده إلى حارسة حدود، معتبراً ذلك (خط أحمر) بالنسبة للأردن، متمسكاً بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وكان هذا المشروع قد تم طرحه قبل سنوات طويلة كمشروع لتسوية الصراع لضم الضفة لإسرائيل (دولة ثنائية القومية)، ودولتان لشعبين بالعودة لحدود 1967، إلا أن الإسرائيليين فضَّلوا الكونفيدرالية كحل يسهل الحفاظ على القدس موحَّدة تحت سيادة إسرائيل، وتطبيق خيار تبادل الأراضي، ويرون بأنها ستكون أقل تعرضاً للخطر بالنسبة لإسرائيل، وترى الصحف الإسرائيلية أنه في ظل قناعة الفلسطينيين بأن إدارة ترامب تُعارض قيام دولة فلسطين، فليس عليهم سوى القبول بحكم ذاتي داخل إسرائيل، أو تشكيل دولة فيدرالية مع الأردن.

وبالعودة لهذا الشأن، فإنه كانت هناك وحدة كونفيدرالية بين الأردن وفلسطين تمَّت 1994 حين تم عقد مؤتمر (أريحا) بين زعامات فلسطينية طالبت بوجود الضفة الغربية مع المملكة الأردنية الهاشمية، وتمَّت الوحدة فعلا 1950، وأُجريت انتخابات مناصفة بين ضفتي نهر الأردن الغربية والشرقية، إلى أن تم احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967، حيث أعلن بعدها الملك الأردني الراحل حسين بن طلال فك الارتباط بعد أن أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من الجزائر قيام دولة فلسطين.

عودة نبرة المطالبة بالكونفيدرالية بين الأردن وفلسطين أشعلها الخلاف الفلسطيني الفلسطيني؛ وقرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده للقدس. وحتى إن كان الفلسطينيون بمختلف توجهاتهم قد استحسنوا هذا المقترح، فإن الملك الأردني عبدالله قد أجهض هذه الفكرة في مهدها، فهو طرف مهم في هذه المعادلة، ورفضه يعني الكثير لبلاده وللقضية الفلسطينية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store