Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

أبناء (الأولى) والفلاش موب في اليوم الوطني

كنت أتمنى إبهاج الحضور باستعراض فنِّي يُظهر الفلكلور الوطني، وكما نعلم الوجود الكبير للجالية السعودية في القاهرة، وكذلك الطلبة والطالبات كان يمكن الاستعانة بنادي الطلبة أو حتى الاستعانة بأبناء الجمعيات الخيرية كأبناء الأولى فرصة بالنسبة لهم السفر وتمثيل وطنهم على أرضه في الخارج، اقتراح أتمنى أن يصل إلى من يهمه الأمر

A A
الوطن ربما لا تراه وأنت فيه تتنسَّم هواءه، وتمشى على ترابه، وتأكل خيراته، وتنام في حضن أمنه، وتمد أحلاماً بشساعة أرضه، تشتاق للترحال والسفر ربما رغبةً في التجديد، أو حبًّا في تجربة مجتمع آخر، أو حتى رغبة في الفرار عندما تحيق بك الأزمات والمشاكل، تتخيَّل أن أي وطن آخر سيحنو عليك، وستُلقي على شطآنه همومك، وسيأخذها الموج بعيداً، وستعيش سعيداً خالي البال مطمئن النفس، لكن الخيال ليس كالواقع، فالغربة كربة -كما يقولون-، لذلك يشتد الحنين إلى الأوطان كلما ابتعد عنها الإنسان.

ربما أخذني الحنين قليلاً عن الحديث عن فرحتي وسعادتي بمشاركة الشباب والأطفال في فعاليات اليوم الوطني في كل مكان، كما كان لمشاركة أبناء (الأولى) بكل اقتدار وتمكن في فعاليات اليوم الوطني الـ»88» بالاستعراضات الفنية والعرضة والعروض الرياضية، وأنا أشاهد الفيديوهات التي وصلتني متتابعة أبهرني الأداء وكأني أشاهد عروضاً لفرق فنية عالمية متخصصة في الأداء الحركي والاستعراض الغنائي، لا لأطفالٍ بعضهم أصبح في طور الشباب، تربَّى في حضن جمعية خيرية.

تم تدريب «23» شاباً من أبناء الجمعية لتأدية الفلاش موب، رقصة مفاجئة في مكان عام دون الإعلان عنها في عرب مول، بالتعاون مع شركة بريميرا المنظمة والمراكز العربية. استغرق التدريب أسبوعين والشباب أعمارهم بين 13-18 سنة.

الاستعراضات والرقصات الفلكلورية لمختلف مناطق المملكة أبهرت الحضور، وقُدِّمت مرتين بعد صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء، كما تطوَّع عدد آخر من أبناء الأولى في التنظيم وتصوير الاستعراضات.

الأولى، خيرية نسائية، تحمل الرقم «1» في وزارة الشؤون الاجتماعية، تمكَّنت من رعاية أطفال جنوب جدة، وكسر دائرة الفقر بالتدخُّل المُبكِّر، اجتماعياً وعلمياً وصحياً ورياضياً، أي تنمية مهارات أطفال الأسر الفقيرة التي لا تستطيع توفير كل هذه الإمكانيات لأطفالها، فوضعت (الأولى) إستراتيجية للتدخل المبكر وكسر دائرة الفقر، وتنمية مهارات أطفالها تنمية مدروسة وعلى أعلى مستوى، بعقد الشراكات مع الجامعات والجهات ذات الصلة للاستفادة من خبراتهم في تأهيل الأطفال لمتطلبات العصر.

أدى الشباب عرضاً مميزاً بكل ثقة، وهذا يُؤكِّد جهود المدير التنفيذي للأولى، أ. دانية المعينا، والهيكل الإداري والفني، بالإضافة إلى جهود د. هالة الشاعر نائبة رئيسة الجمعية سمو الأميرة ريم الفيصل.

هذا التميُّز الذي ظهر به أبناء الأولى، حفَّزني لأحلم بمثله العام القادم في احتفالات سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج، حضرتُ وصديقاتي السعوديات احتفالية سفارة خادم الحرمين الشريفين باليوم الوطني في القاهرة، كان كل شيء جميلاً ومبهراً من أسوار القنصلية المضيئة بالصور التاريخية والأعلام والداخل أيضاً مبهراً وشاشات العرض الكبيرة تعرض التاريخ بالصورة والخلفية الأغاني الوطنية، لكن ازدحام الحضور، جعل من السعوديين قلة داخل ذلك الحفل المبهج، لكننا لم نعزل عن مكان الاحتفالية كما حدث في احتفال اليوم الوطني قبل عامين في القاهرة، حيث تم عزل السعوديين في التراس العلوي، بينما تمتَّع جميع الحضور من كل الجنسيات في القاعة الرئيسية، أي أن مشاركتنا انحصرت في متابعة الحفل من خلال شاشات العرض، غادرنا الاحتفالية والحزن يغمرنا بقناعة أنه لم يكن صادراً من الوطن، وطن العز الذي وفَّر كل الإمكانيات لرعاية المواطن في كل مكان، خرجنا صامتين كي لا نجرح فرحتنا بسلوك ربما لم يقدر عزل المواطن عن فرحة الوطن.

كنت أتمنى إبهاج الحضور باستعراض فنِّي يُظهر الفلكلور الوطني، وكما نعلم الوجود الكبير للجالية السعودية في القاهرة، وكذلك الطلبة والطالبات كان يمكن الاستعانة بنادي الطلبة أو حتى الاستعانة بأبناء الجمعيات الخيرية كأبناء الأولى فرصة بالنسبة لهم السفر وتمثيل وطنهم على أرضه في الخارج، اقتراح أتمنى أن يصل إلى من يهمه الأمر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store