Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

ستبقى جدة عروس المدائن.. وهذا دور أمينها

ونتمنى جميعًا أن يكون لهذه اللجنة المتميزة التي يرأسها معاليه دور ريادي ومشاركة فاعلة في رسم الهوية الحضارية لجدة من خلال تخير أسماء الشخصيات الإسلامية والعربية والوطنية المناسبة لتطلق على شوارع وميادين جدة منسجمة مع هويتها الحضارية

A A
أولى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، مستشار خادم الحرمين الشريفين ثقة كبيرة لمعالي أمين محافظة جدة الأستاذ صالح التركي، وحمّله أمانة كبيرة بوصفه أمينًا مؤتمنًا حين قال سموّه: (ستبقى جدة عروس المدائن.. وهذا دور أمينها). جاء ذلك في كلمة سموه الضافية المرتجلة في افتتاح ورشة عمل: (الهوية الحضارية والطابع المعماري لمدينة جدة)، التي أقيمت بفندق (ريتز كارلتون) بجدة يوم الإثنين 14/1/1440هـ، بحضور محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد، وعدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين وأمين محافظة جدة ووكلائه وكبار موظفي الأمانة وأعضاء لجان مختصة في الأمانة ومنهم أعضاء لجنة تسمية الشوارع والميادين بالمحافظة، وكان في طليعة الحاضرين بالطبع أساتذة وعلماء مختصون في العمارة والتخطيط الهندسي والعمراني معظمهم من أساتذة جامعة الملك عبدالعزيز ومن كلية تصاميم البيئة على وجه التحديد، وقد أثروا الورشة بعروضهم وطروحاتهم العلمية الدقيقة التي غطت خلال جلسات الورشة المحدودة أهم القضايا المتصلة بالهوية الحضارية والطابع المعماري للعروس، وكان عرض كل منهم -رغم قصره بحكم ضيق الوقت- بمثابة بحث علمي رصين مقتضب، يعرض قضية معيارية مهمة، ويطرح حلولاً لها بكل كفاءة واقتدار، بحيث أصبحت مخرجات هذه الورشة الرصينة تمثل خريطة طريق جلية وواضحة المعالم يمكن للأمانة أن تسير عليها لرسم ملامح وسمات الهوية الحضارية لعروس المدائن -كما سمَّاها الأمير الأديب الفنان خالد الفيصل- ولرسم معالم الطابع المعماري داخل المحافظة والمدينة، بحيث تلتزم بها المشروعات العمرانية المستقبلية. وتطوع لها البنية العمرانية القائمة قدر المستطاع، وهي مهمة ليست بالسهلة ولا اليسيرة، تلقى على عاتق الأمانة بقيادة الأستاذ صالح التركي ومعاونة ومؤازرة كل القطاعات الحكومية ذات العلاقة، وقد تبدّى من كلمة الأمين في هذه الورشة أنه بدأ يخطو الخطوات الأولى الثابتة والراسخة في هذا الاتجاه، فقد حدد الخطوة الأولى لرسم الهوية الحضارية والعمرانية لجدة «بأنسنتها» حين قال: «إن نقطة البداية لرسم الهوية الحضارية والعمرانية لأي مدينة هي «أنسنتها»، وبيّن أن حب جدة ينعكس من خلال القضاء على مظاهر القبح والعشوائية وجرائم الاعتداء على أراضيها، ومعالجتها من تشوهات التلوث البيئي والسمعي والبصري قبل أن نلبسها ثوب الهوية الحضارية والمعمارية الذي يليق بعروس البحر الأحمر»، وأجزم بأن معاليه قد أصاب كبد الحقيقة حين بيّن بجلاء أن الخطوة الأولى التي لا بد منها يجب أن تكون إزالة كل آثار التشوه والتلوث والقبح والتعديات، وتهيئة بيئة صحية ونظيفة تُمهِّد لإبراز هوية العروس حضاريا وثقافياً، وعمرانيًّا، أما إن باشرنا العمل على إرساء قواعد الهوية بوجود كل تلك المعوقات والمنغصات، فسنصبح في ظني كما يقول المثل الحجازي الشهير الصادق: «من بره هالله هالله، ومن جوه يعلم الله»، أو نكون كمن يرتدي بزة فخمة أنيقة وتحتها ملابس داخلية رثة متسخة، والخطوة التي أشار إليها معاليه ستتبعها أو تتزامن معها خطوات كما بيّن معاليه اعتبارًا من الآن»؛ إذ ستطبق نظم جديدة للرقابة على الصحة والبيئة والتخلص من المخلفات والردميات وإعادة اللون الأخضر بإذن الله تعالى؛ تمهيدًا لإرساء الهوية الحضارية، وقد أكرمني الله تعالى بحضور هذه الورشة مع زملائي من أعضاء لجنة تسمية الشوارع والميادين بمحافظة جدة بدعوة كريمة خاصة من معالي الأمين، وتضم هذه اللجنة نخبة من العلماء والمفكرين والمشايخ والمعماريين والإعلاميين البارزين بجدة، وأنا أقلهم قدرًا ومنزلة وعلمًا، ونتمنى جميعًا أن يكون لهذه اللجنة المتميزة التي يرأسها معاليه دور ريادي، ومشاركة فاعلة في رسم الهوية الحضارية لجدة من خلال تخير أسماء الشخصيات الإسلامية والعربية والوطنية المناسبة لتطلق على شوارع وميادين جدة منسجمة مع هويتها الحضارية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store