Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

بشائر خير لمستقبل واعد

A A
تميَّزت عودة الناشئة إلى المدارس هذه السنة الدراسيَّة -بعد عطلة صيف قاربت المئة يوم- بقيام العديد من ربَّات البيوت بنقلهم إلى المدرسة ومنها، بعد السماح لهنَّ بقيادة المركبات. وقد أضفى الواقع المستجدُّ على الأسرة والمجتمع جوًّا من الأُلفة والتودُّد على الناشئة وهم في أولى سنواتهم الدراسيَّة، استئناسًا منهم لرعاية والداتهم لهم منذ ساعات الصباح الباكر، وهنَّ يجهِّزن وجبة الفطور، ثمَّ من بعد نقلهم بالسيَّارة إلى المدرسة وإعادتهم إلى البيت بعد قضائهم يومًا دراسيًا حافلًا بما يشدُّ الطلَّاب إلى الدرس، وتحفيزهم على المنافسة للحصول على درجات أعلى في التحصيل العلمي والسلوك الاجتماعي، إضافةً إلى حصص الرياضة البدنيَّة في ملعب باحة المدرسة ومسبحها لتنمية قدراتهم الجسميَّة والعقليَّة. هذا ما يجده الطلبة في عدد من المدارس الأهليَّة التي شيّدت مبانيها وفق متطلَّبات المدارس العصريَّة، وفي عدد من المدارس الحكوميَّة في الأحياء الحديثة.

ما تزال غالبيَّة مدارسنا في مبانِ مؤجَّرة، شيّدت في الأصل للسكن، وتحوَّلت إلى مدارس، لذا تفتقد تلك المدارس المستأجرة إلى متطلَّبات المدرسة العصريَّة من فصولٍ دراسيَّة مريحة، ومختبرات للغات والعلوم، ومن المساحات التي تتطلَّبها الملاعب والمسابح.. والأمل متواصل في تشييد مجمَّعات مدارس عصريَّة للبنين والبنات، تستوعب طلبة وطالبات كلِّ حيٍّ من أحياء السكن لمراحل دراسة الناشئة، من ابتدائيَّة ومتوسِّطة وثانويَّة، يصلون إليها سيرًا على الأقدام، على غرار ما هو قائم في العديد من الدول التي سبقتنا في النهضة التعليميًّة، فحقَّقت لمجتمعاتها الرفاهية والازدهار.

الاستثمار المربح للعقول عن طريق العلم والتعليم، هو الذي يفتح الطريق لتحقيق آمال الأمَّة في مكانة علميَّة مرموقة بين الأمم، كما هو سائد في فنلندا وماليزيا واليابان على سبيل المثال لا الحصر. وقد ضمنت تلك الدول بالعلم لسكَّانها حياة مليئة بالمعرفة ومركزا تقنيًّا رفيعًا، فيأكلون ممَّا يزرعون، ويلبسون ممَّا ينسجون، ويستخدمون ما يصنعون من مركبات وأجهزة ومعدَّات منزليَّة وصناعيَّة.

إن تحديث بنيان المملكة -مع دخولها المئة الثانية من عمرها المديد-، من أوَّليَّات خطَّة 2030، التي بدت بشائرها تنير الطريق، واعدة بالخير العميم. وأنَّ توجيهًا للبلديَّات والجهات المختصَّة بتطوير المدن، لابد سيصدر قريباً لتوفير المساحات اللازمة لهذه المجمَّعات الدراسيَّة في أحياء المدن والقرى كافَّة، وتوفير الدعم المالي لتشييدها خلال المدَّة المعتمدة لاستكمال مشروعات التنمية. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store