Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

تطوع ولكن..!!

لقد قمت ببحث بسيط على العديد من الفرق التطوعية المتخصصة القائمة، للبحث في أهدافها ومستقبلها ونشاطها العام وفريق العمل صاحب المبادرة، وما هي الصعوبات التي تواجه الفريق، والإيجابيات والسلبيات، وماهي متطلباتهم للمستقبل، وآليات العمل المستخدمة، وأخيراً الدعم المطلوب للاستمرار

A A
أوجه الخير كثيرة ومتعددة وباقية حتى قيام الساعة، فمنذ القدم كانت أعمال الخير التطوعية تقدم بشكل فردي وتعتمد على مبادرات فردية أو أسرية، يقوم بها الأهالي، وكانت محدودة ونابعة من التراث في كل مدينة وحي وحارة، يتسابقون فيها الى تقديم الخدمات الى المستحقين من كبار السن والمحتاجين من أجل تنميتهم ومساعدتهم تحقيقاً لمبدأ الأخوة الإنسانية وقبلها الإسلامية، وهذه الأعمال غير ربحية وغير منتظمة وغير وظيفية، يقوم بها الفرد بإرادته ورغبته المنفردة المتجردة.

ونحن اليوم نشاهد تنامي هذه الفرق التطوعية بشكل لافت وملحوظ، وانضمام الكثير من أبناء وبنات الوطن الى هذه الأعمال التطوعية التي تخدم مجتمعهم، امتداداً لقوله تعالى:(ومن تطـوع خيـراً فإن الله شاكر عليم)، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتطوع والمبادرة وتقديم ما في مقدرتنا لخدمة من حولنا وتلبية احتياجاتهم دون طلبهم منا القيام بذلك، ونعي بأن هذا كله سوف يصب في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية لوطننا.

لقد قمت ببحث بسيط على العديد من الفرق التطوعية المتخصصة القائمة، للبحث في أهدافها ومستقبلها ونشاطها العام وفريق العمل صاحب المبادرة، وما هي الصعوبات التي تواجه الفريق، والإيجابيات والسلبيات، وماهي متطلباتهم للمستقبل، وآليات العمل المستخدمة، وأخيراً الدعم المطلوب للاستمرار،

فكانت الإجابات واضحة الأهداف والرؤية المستقبلية للفريق، وهذا شيء مطمئن أن معظم الفرق التطوعية تسير وفق أهداف مخطط لها من خلال قيادي الفريق، ورغم أن هناك بعض التداخلات في أعمال الفرق التطوعية قد تصل الى تشابه كبير في الخدمات المقدمة الا أن التميز هو ما يضمن الاستمرارية لها وتفوقها على أقرانها، بعض الفرق عدد أعضائها يتجاوز المائتي فرد من الفتيات والشباب، وهنا قد يكون الاحتياج الى خبرات قيادية لإدارة الفريق والسيطرة على أدائه، كما أن معظم الفرق التطوعية في احتياج الى الجهات الداعمة والرعاية من القطاعين، أما أبرز الإيجابيات فكانت انتشار مفهوم العمل التطوعي واكتساب الخبرات المتنامية لأعضاء الفريق بشكل مميز ومتطور، أما أبرز المعوقات حسب قولهم وجود بعض المتطفلين على الفرق التطوعية من الباحثين عن الشهرة وغير المتخصصين أو ممن لهم أهداف شخصية بعيدة عن الفريق، ووجود المنافسة غير العادلة بين بعض الفرق، وأخيراً ضعف مفهوم العمل التطوعي لبعض الجهات الراعية للأعمال التطوعية والتداخل مع مفهوم المسئولية الاجتماعية.

بقي أن نشير الى أن تعدد الفرق التطوعية وزيادة أعضائها ليس دليلاً كافياً على نجاح دورها إذ لا بد أن تخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات المختصة وأيضاً المجتمع الذي يحدد مدى مواصلة العمل من عدمه لهذه الفرق بالشكل المناسب ومستقبلها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store