Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

السياحة في المملكة.. واقع ومتطلبات

نشرت وسائل التواصل شريطًا مصوَّرًا عن منطقة نيوم؛ التي ستحمل مشروعاً عملاقاً عبارة عن منتجع سياحي غير مسبوق شمال غرب المملكة وما سيُوفره من متطلّبات الراحة والاستجمام بمواصفات راقية.. وكانت ردود الأفعال في الداخل والخارج مبشِّرة بالخير، حيث ستتوفر بها مشاريع عملاقة في مجال التقنية ومراكز العلوم التي تضمنتها خطة 2030، والتي تهدف إلى تحويل بلدنا لنموذج عالمي رائد في مختلف متطلَّبات الحياة علميًّا وتقنيًّا.

A A
بلادنا في سباقٍ متواصل لتنشيط السياحة الداخلية عبر وسائل عديدة، منها شبكات التواصل الاجتماعي التي تجمع بين الخبر والصورة في لقطات فيديو. يُرافقها شرح مختصر مُفيد، بما لا يدع مجالاً للشك عند المتابع في صحة المعلومة، غير النشرات والبيانات التي تصدر من الجهات المختصة.

ومع مطلع صيف هذا العام،

نشرت وسائل التواصل شريطًا مصوَّرًا عن منطقة نيوم؛ التي ستحمل مشروعاً عملاقاً عبارة عن منتجع سياحي غير مسبوق شمال غرب المملكة وما سيُوفره من متطلّبات الراحة والاستجمام بمواصفات راقية.. وكانت ردود الأفعال في الداخل والخارج مبشِّرة بالخير، حيث ستتوفر بها مشاريع عملاقة في مجال التقنية ومراكز العلوم التي تضمنتها خطة 2030، والتي تهدف إلى تحويل بلدنا لنموذج عالمي رائد في مختلف متطلَّبات الحياة علميًّا وتقنيًّا.

تتمتَّع نيوم بامتيازات وتسهيلات مغرية للاستثمار والإقامة والعمل، لكونها تكمن في منطقة مركزيّة لقارات العالم الثلاث آسيا وإفريقيا وأوربا، ويسهل الوصول إليها من بلدان العالم كافَّة.

في الوقت ذاته، يوجد شريط سياحيٌّ مصوَّر لمرتفعات بلجرشي في عسير تحت عنوان: طبيعة ساحرة ليست في النمسا أو في طرابزون أو حتَّى في سويسرا! هي في بلادي بـ(وادي ماطوه بقذانة بمحافظة بلجرشي)، نال إعجاب الكثيرين داخل المملكة وخارجها، الذين عبروا عن استغرابهم من قضاء المصطافين السعوديِّين إجازاتهم في ربوع أوربَّا بذريعة الماء والخضرة، وفِي بلدهم ما يُماثلها من سحر الطبيعة وجمالها! ويأتي الردُّ على تساؤل هؤلاء برسالة نشرها كاتبها في الواتساب تحت عنوان: «إجازتي في الباحة»، أنقل مقتطفات منها:

(قرَّرتُ زيارة الباحة للسياحة بعد مشاورات مع أفراد أسرتي التي اعتادت على قضاء إجازاتها السنويَّة خارج المملكة. واستطعت إقناعهم أن نُخصِّص أسبوعين في الباحة، وشهر خارج المملكة. لعبت بورقة جدَّتهم المحبوبة التي تسكن الباحة مع أخي الكبير. وأقنعتهم كذلك أنَّني في أشدِّ الحنين لرؤية مسقط رأسي، واسترجاع ذكريات طفولتي.. شددنا الرحال وأنا أحاول طمأنتهم بأنَّ الباحة عروس المدائن.

دخلنا الباحة، ومضينا باتِّجاه المنطقة المركزيَّة للبحث عن فندق خمس نجوم، فلم نجد سوى فندق ثلاث نجوم، «غُرَفه سيئة»، فانطلقنا للبحث عن شقق فندقيَّة لائقة، فلم نجد سوى شقق لا يسكنها سوى العمالة الإثيوبيَّة المتسلَّلة. والمصيبة أن مبلغ الإيجار مرتفع جدًّا. إضافةً إلى افتقار هذه الشقق لأدنى مستوى خدمي ولائق بالإنسان.

عُدنا للفندق صاحب الثلاث نجمات. واضطررت لشراء شراشف وملاحف ومخدَّات جديدة، وبعد حطِّ الرحال، قرَّرنا الذهاب لبيت الجدَّة؛ التي تسكن في قرية؛ الوصول لها شاق وعسير.

بعد الزيارة، عدنا لفندقنا التعيس، وخلدنا للنوم، واستيقظنا ونحن نتحكحك من قلة النظافة. فقررنا الانطلاق نحو مكَّة المكرَّمة لأخذ عمرة.. وبعدها عُدنا للرياض).

إذا صحَّ ما ذكره كاتب الرسالة عن المستوى الفندقي المتدنِّي في الباحة، والمغالاة في الإيجارات؛ فهذا يستدعي من بلديَّات محافظة عسير -ومن الجهات المختصَّة بتنشيط السياحة في المنطقة- أن تُعيد حساباتها، وتعمل على تفعيل متطلَّبات السياحة من سكنٍ مريح في الفنادق والشقق المفروشة، ومطاعم تتوفَّر فيها النظافة والجودة، ومراكز تسلية للأطفال، وملاعب رياضيَّة وأنديَّة، وكلُّ ما من شأنه استمتاع السائح السعودي بأيَّام إجازته في ربوع بلاده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store