Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

الخاشقجي.. والضخ الإعلامي المُكَثَّف

A A
لا يوجد مُبرر منطقي لكل هذا التعاطي الإعلامي غير المسبوق عن اختفاء كاتب صحفي لا يُمثل أي أهمية سياسية تُذكر -مع احترامنا لإنسانيته- ولا يلعب دوراً يكتسب كل هذه الضجّة المُفتعلة التي لا تعدو كونها اصطياداً في الماء العَكِر وتصفية لحسابات لم تستطع الجهات المؤججة لهذا الأمر سوى امتطاء هذا الأسلوب الرخيص للإساءة إلى السعودية بحكم أن الخاشقجي أحد مواطنيها الذي لم تستطع حمايته -على حد تعبيرها-؛ بل كانت سبباً في اختفائه جرّاء دخوله قنصليتها ولم يخرج!!، وشاهد الإثبات على ذلك هو تأكيدها لفرضية «الاغتيال» دون غيرها من البدائل التي يطرحها العقل السوِّي ويرفضها العقل المُوجَّه لتحقيق غاية مُحددة سلفاً كما هو متواتر في التعاطي غير الأخلاقي لبعض الوسائل الإعلامية وعلى رأسها قناة الجزيرة، ناهيكم عن وسائط السوشل ميديا التي أضحت بيئة ضحلة ومستنقعاً آسناً لكل موبوء يستهدف إبراز ذاته كناشط أو يسعى لتحقيق مجد شخصي على حساب الحقائق التي لا تقبل التشكيك.

لقد عرَّت هذه المُشكلة المهنية الساقطة للجزيرة -إدارة وتحريراً وضيوفاً- نتيجة اصطفافهم غير المنطقي خلف قضية ضبابية لم تتضح معالمها من مصادر موثوقة؛ بقدر ما ارتهنت لتكهنات شخصية وتقيّؤ لحقد دفين دفعها لتجنيد كادرها بالكامل لقضية فردية وحوّلتها لأغراض سياسية إلى قضية رأي عام مستندين في ذلك على مبررات واهية لعل أبرزها أن الخاشقجي معارض سعودي غادر وطنه لعدم رضاه عن بعض السياسات التي انتهجتها القيادة السعودية في الآونة الأخيرة، بينما الدافع الذي جعلها تُعلن النفير وتحاول واهمة إخفاءه يكمن في المد الإخواني الذي ينتمي له الخاشقجي بشكل أو بآخر، والذي يُحرّك إدارة الجزيرة باتجاه التأجيج لأن السعودية صنّفت جماعة الإخوان كجماعة إرهابيّة، ووجدتْ ضالتها في هذه المُشكلة لترد اعتبارها وتُسجل موقفاً ضد السعودية بغض النظر عن أخلاقيات المهنة التي يجب أن تتحلى بها إذا ما صدقنا الشعار الذي تتبناه منذ نشأتها «الرأي والرأي الآخر».

ولعل ما ساهم في تفرُّد الجزيرة بهذا السبق الصحفي المكذوب هو الغياب المُلفت لإعلامنا المُضاد الذي وقف إمِّا مُتفرجاً أو جابه على استحياء هذه الهجمة المسعورة، في الوقت الذي يجب أن تكون ردة فعله مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه؛ خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أنّ المُتابع المُنصف وغير المؤدلج يعي تماماً هدف قناة الجزيرة ومتأكد من بيعها لضميرها المهني.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store