Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إدريس جمّاع.. سيرة شاعر أذهله الجمال وذهب بعقله

No Image

«فنون الدمام» استرجعت تفاصيل «لحظات باقية»..

A A
38 عامًا منذ أن رحل الشاعر السوداني إدريس جماع، مخلفًا وراءه ديوانه «لحظات باقية»، الذي ضم نذرًا يسيرًا من شعره، أما بقية شعره فيلف مصيرها الغموض، كما هو حال سيرة مبدعها «جمّاع»، الذي قضي حياته مذهولاً بالجمال، مصورًا للحسن في كثير من قصائده، لينسج الرواة «أساطير» حول هذه القصائد، والظروف التي قيلت فيها، وأنها السبب في فقد الشاعر لعقله بلوثة من الجنون في آخر عمره، قبل أن يسلم الروح إلى بارئها في العام 1980..

كل هذه المحطات وغيرها كان حاضرة في أمسية جمعية الثقافة والفنون بالدمام في خواتيم الأسبوع الماضي، وهي تفتح نافذة «أديب وسيرة»، مستجلية تجربة الشاعر إدريس جماع، من خلال رؤية الدكتور فؤاد شيخ الدين، الذي صحبه الفنان يوسف نور، مؤديًا بعض الأغنيات التي تغنى بها فنانون من كلمات جمّاع، فيما أدارت الأمسية المهندسة حنين القحطاني.

«شيخ الدين» طاف بالحاضرين مع أبرز جوانب حياة الشاعر إدريس جماع، مبينًا أنه يعد من الأسماء البارزة في سماء الشعر السوداني والعربي، وله العديد من القصائد المشهورة التي تغنى ببعضها مطربون من السودان والوطن العربي، كما أدرج بعضها في مناهج التربية والتعليم المتعلقة بتدريس آداب اللغة العربية بالسودان، ومن أشهر قصائده التي تناقلت عبر الأجيال قصيدة يندب فيها سوء الحظ من ديوان «لحظات باقية» قال في مطلعها:

إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه

ثم قالوا لحفاة يوم ريح أجمعوه

وأشار «شيخ الدين» إلى غلبة قصائد التأمل والحب والجمال والحكمة في شعر جماع، إضافة لكتابته اشعارًا وطنية مناهضة للاستعمار، كما يتسم أسلوبه شعره برقة الألفاظ والوصف فائق الخيال، وكثيرًا ما يعبِّر في شعره عن وجدانه وتجاربه العاطفية ووجدان أمته، واستشهد بقصيدة «أَعَلى الجمال»، مشيرًا إلى أنه نظمها عندما غضب منه أحد المسافرين في المطار بعد أن لاحظ أن يطيل النظر في زوجته، فقال فيها:

أعلى الجمال تغار منّا

ماذا علينا إذا نظرنا

هي نظرة تنسي الوقار

وتسعد القلب المعنّى

دنياي أنت وفرحتي

ومنى الفؤاد إذا تمنّى

وعزا شيخ الدين سر استمرار شعر إدريس جماع إلى أنها كانت أشعارًا غنائية، مؤكدًا بأنه لا صحة لمقولة إن جميع أشعار جماع حزينة، بل تضمَّنت قصائد وطنية قوية ومنها «أمة للمجد» التي شكلت الوجدان الوطني السوداني، وقال إن سبب الاعتقاد في ذلك بأن الناس تغلب على أنفسهم قصائد الألم والحب والفراق.

من جهته أكد الفنان يوسف نور بأن قصائد إدريس جماع تعتبر مدرسة شعرية متفردة، بما تحتويه من قوه ومعنى جزل إضافة لبساطة جميلة تجد قبولًا لدى المتلقين سواء كقراء للشعر أو مستمعين للأغاني من كلمات قصائده. وتفاعل الحضور مع الأغاني التي قدمها يوسف نور بمرافقة الفرقة الموسيقية ومنها أغنية «أمة للمجد» و»على الجمال».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store