Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

نتنياهو يتوعد المشاغبين.. وليبرمان يريد أن ينام!

إضاءة

A A
فرقٌ كبير بين مَن سمَّاهم نتنياهو بالمشاغبين وبين غير المشاغبين من العرب والفلسطينيين.. فرق كبير بين «المشاغبة» على طريقة أولئك الواقفين على الحدود؛ وبين المشاغبة الجارية بين طرفين فلسطينيين لا يشعران بحجم المهزلة.

لقد بات من الواضح أن مَن يعنيهم نتنياهو بالمشاغبين؛ هُم المصدر الحقيقي للقلق، بل وللرعب، على عكس أولئك الذين يفشلون كل مرة في وقف خلافاتهم وخيبتهم المُرَّة!

فرق كبير بين كبار يُواصلون إهدار الوقت في التباكي والتشاكي.. ويُمارسون كل ألوان التباصق والتصافق.. ويرتكبون في حق فلسطين إثما ومأثمة حتى في الزمن الصعب وفي المأثمة.. وبين صغار يجلسون على الأرض ويفترشون التراب كالحصير، ويسخرون ممَّن ضيّعوا حق تقرير المصير!

فرق كبير بين مَن يتحرَّكون وفي أرجلهم ثقل وكأنها «انتهت»، ولا يعترفون بأن نظرياتهم وأزمنتهم «شاخت»، وبين مَن يتمسَّكون بتراب الوطن.. يعرفون جيدًا مَن يُسانده ويُبايعه ويُخاصمون من باعه!

فرق كبير بين من استعجلوا عقد الصفقات والرضا بالقليل وحصد المغانم، وبين ما ورد على لسان الكويتي الحر مرزوق الغانم: مقابل كل مأتم فلسطيني عشرة أعراس، ومقابل كل شهيد عشرة أطفال، ومقابل كل طلقة رصاص ألف صرخة وأغنية وقصيدة.

وهل أتاكم حديث افيغدور ليبرمان وزير الدفاع الصهيوني الذي لا ينام؟! نريد ضربة قوية للمشاغبين تُبقينا في هدوء خمسة اعوام وتجعلنا ننام!!

ويا أيها القادة المُتصارعون الكِبَار! كونوا كهؤلاء الشباب الأطهار.. تعلَّموا من هؤلاء الصغار.. خلّوا عنكم هذا الحقد وهذا الغل وتلك النار!

إنهم يقولون لكم في وضح النهار: رغم كل الكبد.. رغم نبع الألم الذي يتوضأ منه آباؤنا وأمهاتنا طي الأبد.. سنظل نُقسم دوماً بهذا البلد.. حتى تعود الأرض ويذهب الزبد!

إنهم يقولون في كل مساء: لن يُحبطنا الحصار «الهراء» الصفقة «الخواء».. أما الحصار فهو نسيج العناكب ومن ثم سيُجرفه الثوَّار.. وأما الصفقة فستجرفها سواعد وقلوب المخلصين الأحرار!

مائة شهيد وألف رضيع.. ألف شهيد ومليون رضيع جديد.. أرض فلسطين ستظل كما هي.. مهد ولحد.. وعد وعهد.. برق ورعد وسجع حمام.. سوسنة في الصدر ثابتة مثبتة على الدوام.

الرسالة باختصار لكل من هدَّد وتوعَّد حتى ينام ليبرمان.. ولكل من راح يتسوَّل ويسأل: أجيال فلسطين تسمع جواد صلاح الدين يصهل.. وصوت بلال سيظل يصدح في القدس مُردِّدا: الله أكبر!

كنت أختم المقال عندما كانت القنوات تنقل على الهواء تحرك أرتال المدرعات الصهيونية، فيما كان صوت البائع الفلسطيني يردد بين الفتية المتأهبين: يلا ياشباب..»المية الساجعة» و»المانجة باللمون».. كان يمرق وينطلق، وعلامة النصر تزهو بألوان الشفق.. عله كان يستبق.. عله كان في آخر الرمق.. عله الآن شهيدا يسطع في الحدق.. يلا شباب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store