Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ربط الترقية بعلاج السُمْنة!!

A A
السعوديون من أكثر شعوب العالم سُمْنة، وقد نشرت صحيفة الوئام السعودية أنّ نسبة انتشار السُمنة بين كبار السِنّ في المملكة تبلغ حالياً من ٤٠٪ إلى ٦٠٪، أمّا بين الأطفال فتبلغ ٤٠٪، وهي نسبة تبعث على الخوف، وعواقبها لا تنحصر في النواحي الصحية ونشوء الأمراض المختلفة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسُمنة فقط، مثل السكّر وارتفاع ضغط الدم والقلب، وحتّى السرطان، فضلاً عن الناحية المعنوية التي تقلّ عند ذوي الأوزان الكبيرة وتُصيبهم بأنواع الاكتئاب المختلفة وعدم الثقة بالنفس والمشكلات الاجتماعية، بل هناك عواقب اقتصادية كثيرة، أهمّها التكاليف المرتفعة لعلاج الأمراض الناشئة عن السُمنة، والتي تصل في مجموعها إلى مليارات من الريالات على مستوى الوطن، وتتحمّلها الدولة في الغالب أو المرضى في القطاع الصحي الخاص، وهي تكاليف تُصنّف في خانة الخسائر، وكان بالإمكان تجنّب كثير منها لو كانت نسبة السُمنة ضمن المعقول الذي أراه من وجهة نظر شخصية في حدود ٥٪!.

ومع فشل البرامج الصحية العامّة لمكافحة السُمنة، وتواضع الإرادة الشخصية عند كثيرٍ من الناس المُبتلِين بالسُمْنة للتخلّص منها، والضحك على الذقون الذي تُمارسه شركات وجبات الحمية والريجيم على عباد الله، فتبيعهم الوهم الزائف وأحلام الرشاقة مقابل الكثير من المال بلا نتائج إيجابية، ولأنّ الحاجة هي أمّ الاختراع، منذ هبوط آدم وحواء للأرض، ولأنّ ما من وسيلة تجعل المرء يتعامل مع السُمنة بجدّية بالغة سوى ما يُؤثّر على مستوى معيشته إمّا بالارتفاع أو الانخفاض، ولأنّ الترقية الوظيفية أحد أبرز هذه المُؤثِّرات، فإنّ ربطها بعلاج المُصاب لنفسه من السُمنة هو حافز قوي لتحقيق غاية مكافحة السُمْنة، رغم القسوة الظاهرية للربط كوسيلة، ممّا تبدو كوسيلة غير إنسانية، لكنّها وسيلة بررّتها غاية نبيلة، وهذا اقتراح طرحه المهندس الصديق عبدالرحمن بالطو، وأرى فيه حلّاً غير تقليدي ومُرشّح للنجاح في تحقيق الغاية بسرعة وشمولية، وهو أشبه بإلزام الموظّف بلبس زيّ معيّن خلال الدوام، أو الالتزام بموعد مُحدّد للحضور والانصراف، وكذلك التخلّص من السُمنة هو نوع من أنواع الالتزام للموظّف سواءً بأن يحرص على الغذاء الصحي، أو يُمارس الرياضة ويجعلها نهج حياته الدائم!.

وقد يسأل سائل: وماذا عن العاطلين عن العمل؟ إنّهم كُثُر وفيهم السمين؟ وهذا أجيبه بأنّ علينا معالجة بطالتهم، وهم مُستثنون من الاقتراح حتّى يتوظّفوا، فإن توظّفوا فالالتزام بالنحافة مُقدّم على السُمنة، جعل الله شبابنا وشابّاتنا من الموظّفين المُتنعِّمين في الترقيات، الرشيقين في الأجساد، الجميلين في المظهر والأخلاق!.

أليست دعوة صالحة؟ إذن قولوا: «آمِيْن»!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store