Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

أملاك الدولة العامة

في دول العالم الأول، أو التي تُطبّق النظام بصرامة، لا يجرؤ أي عابث، أو مستهتر، بأن يرمي عقب سيجارة، أو مُخلَّفات سيّارته من مناديل، وأوراق، وأعقاب سجائر على الأرض، لأنه يعلم يقيناً بأنه سوف يُعاقب عقابا عسيرا، كما لا يجرؤ هذا المستهتر بأن يقطف وردة من الطريق العام، لأن النظام يُجرّم تلك التصرفات، ويرفضها عامة أفراد المجتمع

A A
تسعى الحكومة السعودية جاهدة لمواكبة التطور العالمي وبناء مناطق ترفيهية داخل المدن والمحافظات من أجل رفاهية المواطنين، والمقيمين، والزائرين لمناطقنا الجميلة، والجاذبة للسياح من كل مكان.

محافظة جدة من أجمل محافظات المملكة، وهي قبلة السائحين، والزائرين القادمين إليها من الحجاج، والعمّار، والزوار على مدار العام، وهي عنصر جذب للسائحين القادمين إليها لقضاء أجمل الأوقات للاستمتاع بشواطئها الجميلة، وأجوائها الرائعة، معظم أيام السنة، فهي بحق «جدة غير».

الزائر لمناطق الترفيه في محافظتنا الجميلة يُلاحظ كثرة العبث والتخريب لبعض منشآتنا، والتعدي على بعض مقتنياتها، وإتلاف أشجارها، ورمي المخلفات بطريقة عشوائية لا يمكن أن يصدقها عاقل، والشاهد على ذلك هو زيارة واحدة صباح يوم السبت لهذه الأماكن الترفيهية سواءً في الكورنيش، أو على شاطئ البحر الممتد، أو في الحدائق العامة في داخل المدينة، حيث تشاهد تناثر المخلفات في كل مكان، وبطريقة غير حضارية، ومقززة، وتظهر سلوكيات بعض المتنزهين، أو المستخدمين لهذه المواقع، حيث لا يراعون أي قيمة، أو اهتمام لنظافة هذا البلد، الذي أكرمهم، ووفَّر لهم كل وسائل الترفيه، وسُبل الحياة المريحة التي لم تسلم من أذاهم، بدلاً من الاستمتاع بقضاء أوقات ماتعة ينعم بها الجميع.

المطلوب من أمانة محافظة جدة (ذات المسؤوليات الكثيرة)، والجهات الرقابية الأخرى ذات العلاقة الاهتمام بموضوع نظافة المكان، وحماية البيئة من التلوث، وما يُصاحبه من قوارض، وطيور جارحة، تملأ هذه الأماكن صباح مساء، خاصة أيام العطل الأسبوعية التي يكثر فيها الزائرون لهذه الحدائق، والأماكن المفتوحة، والمهيّأة لراحة الجميع من سكَّان جدة، وزوّارها، كما نأمل أن تكون هناك كاميرات مراقبة تُوضع -بلا استثناء- في كل الأماكن المهمة التي كلفت الدولة مليارات الريالات لأجل رفاهية أبناء هذا الشعب، والمقيمين والزائرين لهذه البلاد، وأعتقد أنها موجودة في بعض هذه الأماكن دون بعضها الآخر، ولكنها لم تُفعَّل بالشكل المطلوب لإلقاء القبض على هؤلاء العابثين بمكتسباتنا ومنشآتنا، التي هي ملك للجميع، كما نُرحِّب بوجود الشرطة البيئية أو السياحية، بحيث يكون لها دور فاعل وعقوبات رادعة للمخالفين لأنظمة وقوانين هذه البلاد، بحيث يكون الجزاء من جنس العمل لكل مَن يثبت إدانته بانتهاك حرمات البيئة أو العبث بمنشآتنا.

في دول العالم الأول، أو التي تُطبّق النظام بصرامة، لا يجرؤ أي عابث، أو مستهتر، بأن يرمي عقب سيجارة، أو مُخلَّفات سيّارته من مناديل، وأوراق، وأعقاب سجائر على الأرض، لأنه يعلم يقيناً بأنه سوف يُعاقب عقاباً عسيراً، كما لا يجرؤ هذا المستهتر بأن يقطف وردة من الطريق العام، لأن النظام يُجرّم تلك التصرفات، ويرفضها عامة أفراد المجتمع، لأن هذه المنشآت، أو الحدائق، عُمِلَت لإسعاد الجميع، أما عندنا فهو يفعل ما يشاء، وبدمٍ بارد، وعندما يتم نصحه على سوء تصرفه يقول لك: «أنت مالك! هذه أملاك الحكومة»، ومن أجل ذلك لا يحق لك أن تعترض على تصرفات هذا المستهتر على سوء تصرفه، وتجاهله أنظمة وقوانين هذه البلاد، وإلحاق الضرر بما تم إنجازه لرفاهية المواطن والمقيم. وكما يقولون: من أَمِنَ العِقَاب أساء الأدب. نسأل الله الهداية للجميع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store