Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

الهندوس يحظرون على نسائهم دخول معابدهم

ولو أنهم نظروا وقارنوا بين ما تقوم عليه العقيدة الهندوسية من حرمان النساء من أداء صلواتهن في دور العبادة، وما أتاحه الإسلام لهن من الصلاة بحرية في المساجد لعرفوا أن ما يذهبون إليه في اتهام الإسلام باضطهاد المرأة مجرد أكاذيب وأباطيل

A A
لفت نظري بشدة خبر بثته إحدى الإذاعات العالمية على نحو سريع ولم تذكره أي فضائية عربية أو عالمية على حد علمي، مفاده أن مظاهرات واحتجاجات عارمة اجتاحت مدينة (كريلا) في الهند -هكذا نطق اسمها- بسبب حكم قضائي يسمح للنساء الهندوسيات بارتياد معبد تأريخي في المدينة بُني قبل مئات السنين فوق مرتفع معروف في المدينة، بعد أن رفعت الناشطات الهندوسيات قضية رسمية للمطالبة بالسماح لهن بالصلاة في المعبد، لأنهن مُنعن من قبل رجال الدين الهندوس من دخوله، ويرجع ذلك إلى ما تنص عليه الديانة الهندوسية أو على الأقل ما ينص عليه أحد مذاهبها من تحريم دخول المعابد على النساء البالغات بين سن عشر سنوات وخمسين سنة، وهي فترة (الحيض) عند النساء، وكأن الحيض ضرب من (النجس) في تلك العقيدة.

واعتبرت المحكمة ذلك نوعاً من التمييز ضد النساء، لأن الحكم في هذه الولاية شيوعي علماني، كما جاء في الخبر، ولم تعبأ المحكمة بما هدد به بعض المتطرفين المتشددين الهندوس من أنهم سيُقدمون على ما سمّوه «الانتحار الجماعي» بحرق أنفسهم إذا ما دخل النساء (الحُيَّض) المعبد أو بإثارة الفوضى والشغب الشديدين، وهو ما فعلوه بالضبط حين هاجمه النساء اللائي توجهن للمعبد بعد حُكم المحكمة، كما هاجموا الصحفيات اللائي حضرن لتغطية الحدث وانهالوا عليهن ضرباً وآذوا إحداهن، وشكلت حكومة الولاية فرقاً لمكافحة الشغب لفض تجمعات المتظاهرين من حول المعبد الشهير.

ذلك ملخص الخبر الذي سمعته على عجل من إحدى الإذاعات وقد يغفل عنه كثير من الناس، والمهم في هذا الخبر ليس أحداثه وتفاصيله بل المعلومة التي كانت غائبة عني وعن كثير من الناس أنه في العقيدة الهندوسية تعتبر النساء البالغات كما سموهن أو اللائي في سن المحيض، ضرباً من (النجس) الذي يَحرُم دخوله إلى معابد الهندوس، وهو تحريم شديد يمكن أن تسيل الدماء دونه من قبل معتنقي هذه الديانة. وهذا التمييز العجيب المقيت ضد النساء لم يُشِر إليه ولا لمرة واحدة -على حد علمي- واحد من المدافعين عن حقوق المرأة في العالم كله، بل إن سهامهم كانت وما تزال موجهة نحو الإسلام والمسلمين، واتهامهم باضطهاد المرأة وسلبها حقوقها كافة، ولو أنهم نظروا وقارنوا بين ما تقوم عليه العقيدة الهندوسية من حرمان النساء من أداء صلواتهن في دور العبادة، وما أتاحه الإسلام لهن من الصلاة بحرية في المساجد لعرفوا أن ما يذهبون إليه في اتهام الإسلام باضطهاد المرأة مجرد أكاذيب وأباطيل.

فالإسلام حفظ للمرأة حقها في الصلاة في المساجد مثلها في ذلك مثل الرجل، وحدَّد لها مكاناً معيناً في الصفوف حفاظاً عليها ومنعاً لأي إيذاء قد يلحق بها في نظام وانتظام لا تخطئه العين، حين ننظر إلى الصفوف الكبيرة في المسجد الحرام مثلاً، وتظهر النساء بعباءاتهن السود في صفوف منظمة متراصة بديعة خلف الصفوف البيضاء المتراصة البديعة أيضاً التي يملؤها الرجال. ومن عَجَب أن الإسلام لم يمنع النساء وهن في حالة الحيض من حضور بعض الشعائر الكبرى في الإسلام كصلاتي العيدين، فالحائض تحضر لموقع الصلاة، وإن كانت لا تصلي أو تدخل المسجد، بينما تحظر العقيدة الهندوسية النساء من دخول المعابد حتى لو تطهرن بعد المحيض.

ولو تعمقنا في حقوق أخرى كثيرة أعطاها الإسلام للمرأة لتأكدنا أن هذه الحقوق تفوق بكثير حقوقها في ملل ونِحل أخرى بل وفي الأنظمة الوضعية المتبعة في العالم المتقدم كما يسمى، كعدم الإجبار على الزواج بمن تكره، وعدم تغيير اسمها لاسم زوجها وشؤون أخرى كثيرة، ولا نملك إزاء ذلك إلا أن نقول: الحمد لله على نعمة الإسلام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store