Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

تفاح الجولان يتمسك بالهوية العربية!

إضاءة

A A
أعادتني نسمة التفاح السورية الآتية من هضبة الجولان المحتل؛ لجذور شجرة الهوية العربية التي تتعرَّض لتيارات عجيبة وغريبة تريد اقتلاعها، أو على الأقل تجفيف أوراقها! والذي حدث أن سكان الجولان جميعاً، وبلا استثناء‏ في زمن الانحناء، رفضوا تمثيلية إجراء انتخابات إسرائيلية على أرض عربية!

انفضَّ المشهد سريعاً، وقالت الصناديق التي في الصدور هذه النتيجة النهائية: نحن عرب وسنظل عربا وهذه أرض عربية!

كان وليد جنبلاط نيابة عن الدروز وغير الدروز يُرسلها تحية لبنانية أصيلة لمن يتمسَّكون بالهوية العربية.. كان يعيدني إلى حدائق المتمسكين بالهوية العربية وبالأمة العربية، ليس من الدروز فقط، وإنما من الأكراد والأمازيج.. من أقباط مصر ومن مسيحيي الشام والعراق، ومن أفارقة السودان والصومال!

مصري إفريقي لكنني عربي.. سعودي آسيوي لكنني عربي.. كيف تطلبون مني أن أنسى عروبتي، وتكون هويتي «كونية» أو «عالمية» أو «شرق أوسطية»! بدعوى الاشتراك في كونٍ واحد أو في قريةٍ عالمية واحدة، أو في شرق أوسط جديد؟!

هذه أوصاف أو قُل ألوان أو أصباغ ثابتة أو زائلة لا يهم.. المهم أنني عربي في فلسطين وفي سوريا وفي كل مكان، من المحيط إلى الخليج، وسأظل كذلك قبل صفقة القرن أو بعدها، وقبل إنشاء دولة إسرائيلية على أرض عربية، بدلا من الأوغندية وبعدها!

هويتي عربية.. هكذا شاءت الإرادة الإلهية.. ثم إنها حاجة بيولوجية كحاجتي للماء والهواء، وحاجة نفسية كحاجتي للحب والانتماء.. نعم أحب البيت الذي أسكنه وأنتمي إليه، والحي الذي أقطنه.. والبلد الذي يضمني وأضمه.. لكنني أبقى أمام العالم كله عربيا!

سأقولها لك قبل أن تُعايرني بها! فشلت في تحقيق الوحدة العربية، وفشلت في تحقيق الاندماج العربي، لكن هذا لا يمنع، بل هذا يُحفّزني أكثر وأكثر لتمسُّكي بهويتي العربية، قبل وبع صفقة القرن، حتى لا أكون من الهنود الحمر!

تحية لأهلنا في الجولان الواقفين بشموخ وصمود هناك بين جبل الشيخ ونهر اليرموك.. تحية لمجدل شمس التي حرقها الاستعمار الفرنسي ست مرات دون أن ينمحي وجهها العربي.. تحية لوادي الرقاد الذي ظلمه اسمه وهو الذي لم يعرف النوم منذ أن احتله الصهاينة، فيما ترقد أحياء عربية أخرى وهي تحلم بجنة إسرائيل الموعودة!

بالمناسبة هل قرأت معي نتيجة الاستفتاء الإسرائيلي المنشورة في الشرق الأوسط والتي تقول: إن 41% من الإسرائيليين لا يحبون زيارة الدول العربية؟!.. التعليق المناسب على الخبر وعلى النتيجة: لا تعليق!

وتحية لعين قنبة ومسعدة، وللثابتين كأشجار التفاح هناك على ضفاف نهر بانياس ونهر اليرموك.

وبالمناسبة أيضا هل تعلم أن الجولان قد لا تُمثِّل 1 في المائة من الأرض السورية، لكنها تضم 14 في المائة من مخزونها المائي؟ وهل تعلم أن الجولان هو مصدر ثلث مخزون بحيرة طبريا؟!

وهل تعلم أيها الفتى العربي أنه إذا قُدِّر لك أن تقف في مجدل شمس، ولسوف تقف يقينًا، تستطيع أن ترى بعينك المُجرَّدة وبلا منظار أرض فلسطين؟!، ومن يدري؟ لعل الله يكتب لك وللأجيال القادمة أن تقف على أرض فلسطين لتُشاهد أرض سوريا!

كنتُ أضحك ساخرًا من فحوى خبر منشور في الشرق الأوسط عن النائب الروسي الذي وقف في البرلمان مطالبا باستدعاء معلم شاورما سوري لتحقيق رغبة الأعضاء الذين لا يحظون بشاورما قريبة من البرلمان! وكان بحثي عن الجولان يشير إلى أن أغلب المستوطنين الإسرائيليين في الهضبة السورية هم من اليهود الروس!.. قلت له: خذوهم لعلَّهم تعلموا من السوريين صُنع الشاورما.. وافتحوا لهم محلات حول البرلمان وفي كل مكان من أرضهم الروسية الأصلية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store