Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

متى تتصالح جدة مع المطر؟

وخلال تلك الرحلة والمقارنة بين ما شاهدته في باريس خلال أسبوع والأمطار تهطل باستمرار وبين ما قابلني في مطار جدة التي أعشقها وأستمتع بهطول المطر فيها، بدأت أتساءل بألم متى تتصالح جدة مع المطر؟

A A
سبع ساعات تبعد المسافة الزمنية بين باريس وجدة، هناك كانت الأمطار تهطل والحياة تسير بشكل طبيعي، كل حركة النقل العام والخاص مستمرة في انسيابية تكاد تكون سيمفونية ناعمة تسمعها ولا تراها. الشوارع لا يوجد بها حفر ومطبات وجيوب تجمع مياه الأمطار التي تهطل ليل نهار في فترات متقطعة، لا تثير الرعب ولا تتعطل المدارس والجامعات ولا صفارات إنذار الدفاع المدني، ولا مظاهر تعطل سيارات في وسط الشوارع. هكذا كانت أحوال الجو خلال أسبوع قضيته في باريس وبعد سبع ساعات وصلت الرحلة إلى مطار جدة وأخذنا ما يقارب ساعة حتى نصل إلى صالة القدوم بعد رحلة عجيبة على الأرض فوق المدرجات وبعد الوقوف أخذتنا حافلة النقل من الطائرة إلى صالة للقدوم. سألتْ زوجتي: أين نحن ذاهبون في هذا المشوار الطويل؟ قلت لها: بهذا السؤال أرجعتِني ٣٨ سنة إلى الوراء عندما افتتحنا مطار الملك عبد العزيز وظننا في ذلك الوقت أن الوضع مؤقت وأن هذه الحافلات ستختفي مع التطوير الجديد، نعم كان ذلك الوعد قبل ٣٨ سنة، ولا زلنا ننتظر افتتاح التوسعة الجديدة. بعد دخولنا صالة القدوم انتظرنا ما يقارب الساعة حتى خرجنا للهواء الطلق برائحة المطر التي أعشقها. مواقف السيارات كانت أيضًا تعاني من الزحام وكثرة مياه المطر التي لا يوجد لها تصريف في تلك المواقف التي لم تتغير منذ أربعة عقود. بعد خروجنا من حرم المطار كان منظر تجمع المياه في شكل بحيرات صغيرة هنا وهناك وتعطل المركبات يسد الطريق وتقف الحركة المرورية في خط طويل يكاد يكون من البلد حتى مدخل المطار، وخلال تلك الرحلة والمقارنة بين ما شاهدته في باريس خلال أسبوع والأمطار تهطل باستمرار وبين ما قابلني في مطار جدة التي أعشقها وأستمتع بهطول المطر فيها، بدأت أتساءل بألم متى تتصالح جدة مع المطر؟.

خلال الطفرات التنموية التي مرت على مدن المملكة ومن بينها جدة عروس البحر الأحمر وبوابة الحرمين الشريفين صرفت الدولة مئات البلايين من الريالات على الصرف الصحي وتصريف مياه السيول ولازال الوضع لم يتغير عند هطول أقل رشة مطر..!

فمتى نتوقف عن اعتبار هطول المطر معضلة تضطرنا لاتخاذ إجراءات استثنائية مثل إيقاف الدراسة واستنفار آليات الدفاع المدني؟

معالي أمين جدة الأستاذ صالح التركي من سكان جدة واعتقد أنه عايش المعاناة في السنوات الماضية، فهل تجوّل في المدينة وشاهد آثار الأمطار كغيره من المواطنين؟، وما هي خطته للسنوات القادمة في سبيل تصالح جدة مع مواسم الأمطار؟.

وفيما يخص مطار الملك عبد العزيز وقصة التوسعة المتعثرة منذ أربعة عقود أعد القارئ بمقال آخر في الأسبوع القادم..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store