Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

الكرة في الملعب الإسرائيلي

وفي كل الأحوال فإن الزيارة الإسرائيلية، على مستوى رئيس الوزراء، تؤكد اهتمام تل أبيب بإقامة علاقات سياسية وتجارية، وربما دفاعية، مع أكثر من عاصمة عربية حتى تصبح جزءًا مقبولاً من منظومة دول الشرق الأوسط.

A A
زيارة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، برفقة زوجته وفريق مهم من رجال الكيان الاسرائيلي، لسلطنة عمان خلال الشهر الماضي، ذكرتنا بصفقة القرن التي كاد العالم العربي أن ينساها، بعد أن نقلت إدارة دونالد ترمب الأميركية سفارتها الى القدس وإعلان الفلسطينيين وقف اتصالاتهم بأميركا وإقفال واشنطن الممثلية الفلسطينية بالعاصمة الأميركية وسحبها للدعم المالي من (الأونروا) التي يعتمد على برامجها كثير من اللاجئين الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها.

الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقاً تأتي لتذكرنا أن إسرائيل كيان في الشرق الأوسط لا يمكن نسيانه، فهو كيان توسعي يستهدف الهيمنة على المنطقة، ولذا علينا أن نتوقع مفاجآت إسرائيلية أخرى فيما يتعلق بالعلاقات فيما بينها وبعض العواصم العربية. وقيل في التعليق على هذه الزيارة أن قيام عمان بالوساطة فيما بين أميركا وإيران فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني الذي سعت اليه إدارة أوباما قد يشير الى أن نتنياهو يريد إبلاغ رسالة سرية هامة لنظام الملالي في إيران وخاصة فيما يتعلق بسوريا، بينما يقول البعض أن الأمر ربما يكون محاولة لإيصال رسالة مهمة الى الفلسطينيين فيما يتعلق بصفقة القرن الأميركية المحتملة وما يمكن لإسرائيل أن تقدمه لفلسطين.

وفي كل الأحوال فإن الزيارة الإسرائيلية، على مستوى رئيس الوزراء، تؤكد اهتمام تل أبيب بإقامة علاقات سياسية وتجارية، وربما دفاعية، مع أكثر من عاصمة عربية حتى تصبح جزءًا مقبولاً من منظومة دول الشرق الأوسط.

وهذه الرغبة الإسرائيلية بالإمكان تحقيقها لو استطاع قادة إسرائيل إعادة النظر في الوضع الذي يسعون الى قبوله من الجميع. إذ إنه إذا كان بالإمكان إقامة علاقات دبلوماسية وغيرها فيما بين العواصم العربية وإسرائيل إلا أن قبول الرأي العام العربي سوف يتحقق لو تمكنت إسرائيل من تقديم حل عادل، يقبل به الفلسطينيون. وهو أمر أكدته العلاقات الإسرائيلية مع كل من القاهرة والأردن، إذ إن التطبيع على المستوى الرسمي قد تم، ولكنه لم يكتمل بقبول لا الشارع المصري ولا الأردني بإسرائيل لعدم تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية واستمرار الصراع، بصرف النظر عن المسببات.

وسيكون من الصعب على الفلسطينيين أن يقبلوا بالتعايش مع الإسرائيليين في ظل نظام عنصري يفصل الفلسطيني عن اليهودي بجدار ضخم وقوانين متعددة تجعل حتى الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية مواطناً من الدرجة الثانية. وأي حل للمعضلة القائمة أكان بقيام دولتين أو دولة واحدة سيوفر لليهود، قبل الفلسطينيين، مستقبلاً آمناً على هذه الأرض التي يتقاسمونها مع الفلسطيني العربي، المسلم والمسيحي وغيرهما، خاصة وأن اليهود أصبحوا يتعرضون لمضايقات، لا يستطيعون تجاهلها ، في أوربا وأميركا، إذ لم تشفع لهم القوانين القائمة بسبب تاريخ هذه الدولة العنصرية. بينما يمكن لليهودي الذي عاش في العالم العربي أن يتذكر تاريخاً أكثر عدالة واحتواء له في تلك المجتمعات التي عاشها.

لا شك أن العالم العربي سيستفيد من القدرات الإسرائيلية في مجال التكنولوجيا والاقتصاد، إلا أنه من الصعب تحقيق هذه الفائدة للطرفين ما لم يُقدِم الإسرائيليون وخاصة الآن في ظل اليمين المتشدد الحاكم على تقديم حل عادل للفلسطيني ينهي معاناته ويمنحه حقه في حياة كريمة على أرضه.. لذا سوف نشاهد المزيد من الاتصالات العربية الإسرائيلية خلال الفترة القادمة وليت الإسرائيليين يتوِّجونها بعرض الحل العادل المقبول من الفلسطينيين.. إذ إن الكرة في الملعب الإسرائيلي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store