Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

وقت مثالي لرواد الأعمال

A A
في الوظيفة -وخصوصاً الحكومية- شعور بالأمان والاطمئنان، فلا خوف من إنهاء الخدمة، ولا قلق من كساد السوق، ولا رهبة من منافسين، ولا حرص على تحقيق مخططات محددة، ففي نهاية كل شهر يأتي الراتب للحساب الشخصي، ليُساهم في توفير حياة كريمة للفرد وعائلته، ولعل فقد مثل هذه الطمأنينة يأتي في مقدمة المخاوف التي يُفكِّر فيها أي فرد قبل أن يترك وظيفته، ليُؤسِّس عمله الخاص، وإن لم يكن يحب تلك الوظيفة، أو إنها تستنفد جزءاً كبيراً من طاقته ووقته وجهده من أجل تحقيق طموحات وأحلام أخرى.

اليوم نجد هناك قفزة كبرى في توفر حاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال بالمملكة، والتي تهدف إلى مساندة رواد الأعمال، إذ وصل عددها إلى 54 نشاطاً، منها 17 حاضنة أعمال، و8 مسرعات، و16 مساحة عمل مشتركة، و13 مساحة عمل مشتركة متطورة، وتتوزَّع تلك الأنشطة على 10 مدن، وتساهم في تسهيل تبادل المعلومات والخبرات العملية بين الرياديين من أصحاب المشاريع وأصحاب القرار، كما تساهم في صقل مواهب الشباب وتنمية قدراتهم لإعداد جيل جيد متميز من رواد الأعمال، ويلعب مشروع (حاضنات السعودية)، والذي تم تأسيسه عام 2009م ليكون جهة إرشاد ومساعدة لحاضنات الأعمال في المملكة.

مَن يُفكِّر اليوم في تأسيس عمله الخاص، فعليه أولاً أن يطرد عامل الخوف الذي قد يسيطر عليه، كلما بدأ في التفكير في هذا الموضوع، كما أن عليه أن يخطط مسبقاً لهذه الخطوة ويتخيل كافة السيناريوهات الممكنة بما فيها الأسوأ، وما هي البدائل التي يجب أن يعتمد عليها، كما أن عليه أن يحرص على التعرف على كافة المعلومات المرتبطة بهذا الشأن، ومقابلة الأشخاص وحضور الندوات والمؤتمرات المرتبطة بفكرة العمل التي يريد تأسيسه، وكذلك تعلُّم المهارات الجديدة اللازمة لذلك العمل، والحرص على قراءة كافة البيانات المرتبطة بتلك الفكرة، كما أن عليه أن يُطوِّر مهاراته في الشؤون المالية، ليعرف رأس المال المطلوب وإجمالي تكاليف التشغيل والأرباح... وغيرها من الجوانب المالية الأخرى.

في وجود شبكة الإنترنت وفي وجود حاضنات ومسرعات الأعمال وفي وجود الجهات التمويلية المختلفة إضافة إلى الجهات التي تقدم خدمات استشارية لرواد الأعمال في الغرف التجارية وغيرها من مصادر المعلومات والخبرات السابقة، أصبح الوضع مثالياً لرواد الأعمال أن يبدأوا مشاريعهم الخاصة، بشرط أن يسبق تلك البداية «التخطيط والدراسة والتروي»، وبدء تجربة المشروع في إطار صغير ومحدود، وبدون أي قروض أو ديون -ما أمكن- فإن كُتِبَ لها النجاح، فيمكن أن تكبر وتتوسع، وإن لم تتوفر لها وسائل النجاح، فيمكن أن يتم إعادة النظر والمراجعة ومعرفة مواطن الخلل وتصحيحها، والبدء من جديد مرة أخرى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store