Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

اسحبوها من قطر!!

A A
إذا كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم مُناسِبة في كلّ شيء، فإنّ إقامتها في عام ٢٠٢٢م في قطر غير مُناسِبة لعدّة أسباب تُثْبِتُ حاجة العالم لسحبها من قطر، وعدم إسنادها إليها، لا حاضراً ولا مُستقبلاً، بل ولا حتّى مجرّد التفكير في ذلك!.

والعدالة قد غابت أصلاً حين اُخْتِيرَت قطر لاستضافة البطولة، وتوجد تقارير دولية تتّهم قطر صراحةً لا تلميحاً بتقديم الرشوة لبعض الأفراد في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتمرير استضافتها للبطولة، والمُتورِّط في تقديم الرشوة هو شخصية سياسية في قطر، وهو الذي أمر مباشرةً بتقديم الرشوة، والمطلوب إجراء تحقيق دولي شفّاف لفضحه وتحويله للمحاكم، وحرمان قطر من المشاركات الكروية لسنوات عديدة كعقوبة رادعة لها، وكإنصاف للدول التي تضرّرت بخسارة ملفّات ترشّحها لاستضافة البطولة بسبب الرشوة، ومنها دول كبيرة لا تتجاوز قطر مساحة حيّ سكني صغير في إحدى مدنها!.

والفيفا سيضطرّ لإقامة بطولة ٢٠٢٢م في الشتاء بدلاً من الصيف الذي سيكون في قمّة الحرارة في قطر، عكس جميع البطولات السابقة، وسيُجرّد هذا الإجراءُ البطولةَ من إثارتها، لأنّ معظم سُكّان العالم يتمتعون بإجازاتهم في الصيف، وبعضهم يربطون سفرهم وإجازاتهم بموعد ومكان إقامة كأس العالم، ولن يُضحّوا بأعمالهم التي تكون ذروتها عادةً خلال الشتاء مقابل السفر لقطر لمشاهدة وتشجيع منتخبات بلادهم، كما أنّ ثُلّة من جماهير جيران قطر الخليجيين والعرب سيقاطعون البطولة حضورياً بلا ريب، وستستضيف قطر أفراد الحرس الثوري الإيراني على حسابها كي يملؤوا مُدرّجات ملاعبها في خطوة مجنونة وغير مُستغربة لإنقاذ البطولة من القلّة الجماهيرية!.

ومقاطعة هذه الجماهير للبطولة في قطر ستشمل قناتها بي إن سبورت، ولن تقبل الجماهير احتكاراً إعلامياً ممزوجاً بالسياسة القطرية المشبوهة!.

ولا أنسى عشرات العُمّال الأجانب الضعفاء الذين قضوا نَحبهم قتلى خلال إنشاء الملاعب القطرية، ولم تكترث قطر بسلامتهم، ولا بتعويض أهاليهم بعد مقتلهم، ولا أظنّ منتخبات العالم الشريفة ترضى بلعب كرة القدم على ملاعب كُسِرت فيها جماجم العُمّال الأبرياء بسقوطهم من علِ، ومثّلَت ماكينات الإنشاء بأجسادهم، وهُتِكت أرواحُهم!.

وستقوم قطر بتشكيل منتخبٍ لها هو مُجنّس بنسبة مئة بالمئة، في محاولة يائسة لتحقيق البطولة، كما حصل في كأس العالم لكرة اليد التي استضافتها قبل سنوات، وهذا يُخالف أعراف الفيفا الذي يُشجّع الاتحادات الكروية حول العالم لتقوية لاعبيها المحليين ومقارعة المنتخبات العالمية!.

وهناك من الأسباب الكثير، لكن لا تكفي زاويتي الصغيرة لها، والمطلوب من إعلامنا وقنواتنا الفضائية ومنظماتنا الإنسانية والحقوقية والعدلية، ومعها نظيراتها الخليجية والعربية والدولية أن تتحرّك لسحب البطولة من قطر فهي لا تستحقّها، إلّا إذا استحقّ إبليسُ اللعينُ دخولَ الجنّة، وهي فقط تستحقّ أن تكون شبه جزيرة معزولة، فيها قناة حقيرة اسمها الجزيرة، تحترف النهيق والزعيق على المملكة، فما يرتدّ صدى الأصوات النكرة إلّا عليها، ومن يختبئون خلفها!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store