Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

الطبيب ليس لعلاج الأعراض

A A
لم تكن قط مهنة الطبيب لغرض علاج الأعراض بل أولاً وأخيراً هي لعلاج المرض المسبب للأعراض. ولكن بكل أسف كثير من الأطباء اليوم في مجتمعنا يهتمون بعلاج الأعراض وينسون الأمراض التي تسبب الأعراض وهي الأساس الذي يذهب المريض من أجله للطبيب. فعلاج الأعراض يأتي فقط في الأهمية الثانية بعد التأكد من التشخيص للمرض المسبب للأعراض. وعلاج الأعراض في أغلب الأحيان قد يكون السبب في مضرة المريض أكثر من المرض المسبب للأعراض لا سمح الله وقد يؤدي إلى الوفاة. فأعراض المرض مهمة جداً لوجودها واستمراريتها وهي الدليل الوحيد لوجود المرض مثل ارتفاع درجة حرارة المريض مما يدل على وجود إما بكتيريا أو فيروس في جسم المريض. فأعراض الأمراض هي نعمة من الله بها يعرف الإنسان أنه مصاب بوعكة تحتاج إلى تشخيص ومن ثم علاج. مثل هذه النعم هو الألم وارتفاع درجة حرارة الجسم والخمول والضعف العام. هذه ليست إلا أعراضاً لأمراض كثيرة كلها قد تسبب نفس الأعراض. فلا عارض معين يدل على مرض معين بل مجموعة من الأعراض والظواهر وتاريخها ومواصفاتها الدقيقة قد تدل على مرض معين. العرض هو ما يطرأ على المريض من تغير أو ظواهر دالة على المرض يستدل عليها الطبيب بأخذ السيرة المرضية وفحص المريض سريرياً. للأعراض أنواع عديدة، وتقسيمات مختلفة، فمن ناحية الامتداد الزمني تقسم الأعراض إلى أعراض حادة وهي الأعراض الطارئة التي تظهر بسرعة، وتتطور بسرعة وغالباً لا تدوم، فتكون فترة بقائها بضعة أيام. أعراض مزمنة وهي تلك الأعراض التي تظهر وتتطور ببطء، وتختلف فيها مدة المرض من الأسابيع إلى الشهور والسنوات، وبعضها يدوم العمر كله. كما يمكن تقسيم الأعراض بحسب علاقتها بالمرض أو بالسبب فيقال عرض جانبي وهو مصطلح يستخدم في وصف ما يظهر على المريض من آثار غير مرغوب بها بسبب تناول دواء ما أو تلقي علاج ما. عرض حادثي وهو العرض الذي يتم اكتشافه بالصدفة، إما أثناء فحص لمرض آخر، أو أثناء فحص دوري. عرض رئيسي وهو عرض يدل لوحده أو وجوده يؤكد مرضاً ما، وفي بعض الأحيان لا يجوز تشخيص المرض في غياب العرض. عرض مصاحب وهو ويسمى أيضاً بالعرض الثانوي أي أنه يأتي مصاحباً لأعراض أخرى رئيسية. عرض واصم وهو عرض رئيسي ووجوده يدل دلالة لا شك فيها على مرض ما، بحيث يكفي وجود العرض لتشخيص المرض المسبب له، أي أن العرض يكفي لإطلاق اسم المرض على الحالة المرضية. مهمة الطبيب ومهنة الطب تفرض عدم علاج الأعراض وتصر على التشخيص الصحيح للمرض المسبب للأعراض، غير ذلك هو مضرة للمريض يعاقب الطبيب عقاباً شديداً عليها لأن مهنة الطب ليست لعلاج أعراض الأمراض.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store