وعكست الجولة غياب التنظيم والرقابة في أكبر حلقة للخضار والورقيات والفواكه في العاصمة المقدسة؛ حيث يدخل السوق يوميًّا كميات كبيرة من الورقيات «غير المطابقة للاشتراطات الغذائية» من مختلف المزارع داخل المنطقة وخارجها.
وقال المواطن عبدالرحمن عبدالرحيم الحلواني: إن حلقة الخضار والورقيات في مكة تسودها فوضى العمالة ودخول السيارات المحملة بالبضائع، دون أن تخضع للرقابة، كما أن هناك ورقيات وبقوليات وخضروات من منتجات المزارع التي تُسقى بالمياه الآسنة، ورغم خطورة هذه الورقيات على الصحة العامة فإنها تُباع في وضح النهار.
ودعا الحلواني أمين العاصمة المقدسة الذي قام بجولات على بعض الأحياء والمخططات أن يخصص جزءًا من وقته للوقوف على حلقة الخضار والفواكه بالكعكية؛ ليرى الحال المزرية، ويوجه بمعالجة المخالفات.
والتقط محمد هوساوي طرف الحديث قائلًا: «أتردد دائمًا على حراج الخضار والفواكه في الكعكية، ويلاحظ أن كل شيء يُباع في الحراج بسعر أرخص، لكن تجار التجزئة يرفعون السعر مباشرة، وأحيانًا ينقلون البضاعة مباشرة إلى المراكز التجارية في مكة وجدة»، ويطالب أمانة العاصمة المقدسة بوضع رقابة لضبط الأسعار، ومنع العمالة المخالفة من التحكم في السوق.
أما المواطن سعيد مبارك فيرى أن مستوى النظافة والإصحاح البيئي غائب في حلقة الكعكية، فهناك مياه صرف صحي بجوار ساحة الحراج منذ سنوات، ولا توجد جهة تعالج هذا الأمر، وهناك بؤر لتجمع الذباب والبعوض والحشرات ولا توجد فِرق للمكافحة، وكمية من المعروضات الورقية في الفترة الصباحية أو الظهيرة من منتجات المزارع التي تسقى بالمياه الآسنة.
ويرى محمد الحربي -أحد الباعة في حلقة الكعكية- أن حركة البيع والشراء يسيطر عليها مجموعة من الدلالين، فهم يتحكمون في ارتفاع وتصاعد الأسعار، ونزولها، رغم أنهم يشترون المنتجات بأسعار رخيصة جدًّا، والمشكلة أنهم لا يبيعون إلا لمن يضمنون أنه لا يبيع في السوق كأصحاب المراكز التجارية، فعلى سبيل المثال الورقيات سعرها رخيص جدًّا؛ لأن صاحب المزرعة إذا وضعها في ساحة الحراج لا يستطيع التحكم في سعرها.
ويشير إلى أن عددًا من الشباب السعودي دخلوا السوق خرجوا منه بخسائر فادحة؛ والسبب غياب الرقابة، فلا توجد البلدية إلا في نهاية الحراج؛ من أجل إلزام الناس بعدم ترك البضاعة في الساحة.
وطالب عيد الجهني صاحب مزرعة بقرية هدي الشام أمانة العاصمة المقدسة ووزارة الزراعة، بوضع آلية وضوابط لحفظ حقوق المزارعين الذي يبذلون جهودًا كبيرةً لرفع مستوى الإنتاج لتغطية احتياجات المنطقة من المنتجات الوطنية، لكن هناك سماسرة يسيطرون على الوضع، ويرغمون أصحاب المزارع ببيع منتجاتهم بأسعار رخيصة، ومن ثم تباع بعشرات أضعاف قيمتها.
رئيس لجنة المزارع: ليس لنا دور رقابي على الحلقة
أكد رئيس لجنة المزارع بالإدارة العامة لصحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة أحمد صغير أن لجنة المزارع ليس لها أي دور في حلقة الخضار، ويقتصر دورها في مراقبة المزارع فقط.
وفيما يتعلق بالتأكد من سلامة المعروضات وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي، قال: لا يوجد مختبر في حلقة الخضار بالكعكية، ويتم أخذ عينات حسب المعتاد، وإرسالها للشؤون الصحية، وانتظار النتائج، مشيرًا إلى أنّ عدد المزارع المخالفة تقلص بشكل كبير.
لا رد من أمانة مكة على تساؤلات «المدينة»
بعثت «المدينة» باستفسار لمدير إدارة العلاقات العامة والإعلام، المهندس رائد سمرقندي بأمانة مكة، حول غياب الرقابة على حراج الخضار والورقيات في الكعكية، وعدم التأكد من مصدر بعض الورقيات وتأتي من مزارع تُسقى بالمياه الآسنة، وهل يوجد لجنة مسؤولة عن حراج الخضار والورقيات في حلقة الكعكية؟ وما دورها؟ تلقى الرسالة عبر الواتس ولم يصلنا أي تعليق حتى كتابة التقرير.
أبرز الملاحظات
- تحكم السماسرة في الأسعار.
- غياب التنظيم والرقابة على المنتجات.
- دخول كميات كبيرة من الورقيات غير المطابقة للاشتراطات الصحية.
- تدني دور الأمانة في الرقابة.
- سيطرة العمالة الوافدة على السوق.
- تحكم بعض المحتكرين في الحلقة.
- التعاقد المباشر بين ملاك مزارع.
- البيع للمراكز التجارية.
- تدني مستوي النظافة والإصحاح البيئي.
- سقي منتجات بعض المزارع بالمياه الآسنة.
أهم المطالب:
- تكثيف الرقابة على السوق.
- الالتزام بآليات السوق في ضبط الأسعار.
- منع العمالة المخالفة من التحكم في السوق.
- وضع آلية وضوابط لحفظ حقوق المزارعين.
