Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

محمد بن سلمان.. خاطف الأضواء في قمة العشرين

A A
لاشك بأن الاقتصاد العالمي يواجه تهديدًا يتمثل في تصاعد الإجراءات الحمائية التي تفرضها الدول على دخول البضائع إلى أراضيها، وهذا ما تعهدت بحله الدول العشرون في آخر اجتماع لهم تم في الصين، إلا أن المجموعة تجنبت في بيانها الختامي الذي صدر في «بيونس آيرس» التعهدات السابقة الخاصة بمكافحة الحمائية التجارية والتفتت إلى المشاكل التجارية الحالية، وساندت الإصلاح الضروري لمنظمة التجارة العالمية، وكان الجميع يدرك بأن هناك تحديات عالمية على مختلف المستويات تحتاج إلى حلول عالمية عن طريق المزيد من الحوار.

وكانت المملكة من بين أبرز تلك الدول المشاركة في رسم الاقتصاد العالمي، وجاء اختيارها بسبب ثقل اقتصادها القوي، ولكونها بلدًا آمنًا للاستثمار موثوقًا به في كل دول العالم، ومثَّلها للمرة الثانية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي ركز الإعلام الدولي على تحركاته واستقبالاته، وحفاوة رؤساء الدول الكبرى به، باعتباره شخصية جديرة بالمشاركة في مثل هذا المحفل الاقتصادي الكبير، ويمثّل دولة لها ثقلها الاقتصادي والسياسي في العالم، إضافة إلى عقله وفكره المستنير الذي يثري به مثل هذا المؤتمر الاقتصادي الهام، ويساهم في إيجاد الحلول لكثير من العوائق التي تعترض مسيرته، وقد حمل سموه عددًا من المقترحات والإجراءات التي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد العالمي وتحسين مسار الاقتصاديات الدولية ودعم مسيرة الاستثمار المستقبلي، كما وجد سموه الفرصة سانحة في لقاءاته الثنائية بالزعماء ليستعرض رؤية المملكة 2030 مركزًا على ما تهدف إليه تلك الرؤية من تعزيز للقاعدة الإنتاجية وتقليص الاعتماد على النفط.

كان من أبرز ما جاء في البيان الختامي، الذي تحددت فيه استضافة المملكة للقمة بعد القادمة في 2020، جاء متوافقًا مع الإصلاحات التي تمت في المملكة خلال السنتين الماضيتين، مثل درء الفساد ومكافحته والقيادة بالقدوة، فالكل يعلم بالإجراءات التي اتخذت في هذا المجال، ولم تستثنِ أحدًا، إضافة إلى عملها على تقليص الفجوة بين الجنسين في القوى العاملة، ويتضح ذلك في مشاركة المرأة السعودية في مختلف المجالات، من مجلس الشورى، والثقافة والتعليم، والإعلام، وحتى في ترؤس بعض البلديات في مختلف مدن المملكة.

ويعد انضمام المملكة للجنة الثلاثية (الترويكا) إلى جانب اليابان والأرجنتين، يعد دفعة قوية لإنجاح القمة المنتظر انعقادها في المملكة 2020، ومن المؤكد أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سيعد لها العدة لتكون من أنجح المؤتمرات، مستفيدًا من رؤاه الاقتصادية النيرة، وخبرته واطلاعه الجيد للمعاناة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، يساعده في ذلك علاقاته الشخصية بأبرز قادة تلك الدول.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store