Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

البحث العلمي.. والرقي بالمجتمعات

A A
العناية بالعلم والتعلم، أحد أهم الركائز الأساسية لرقي الأمم، وتقدمها، وبلوغها شأوًا عظيمًا في تحقيق طموحاتها، والوصول إلى أرفع المراتب، لتعتبر دولاً متقدمة عن مثيلاتها، التي يحيطها الجهل والفقر والمرض.

وقد بُعث المصطفى صلى الله عليه وسلم برسالة اقرأ، وهي الكلمة الأولى التي تلقاها نبي هذه الأمة وسيدها وهو في الغار، كمفتاح لبدء الرسالة العصماء، وحمل ثقل القرآن العظيم الذي نزل ليكون للعالمين نبراساً وهدايةً للصراط المستقيم، للوصول إلى جنات النعيم.

من الأهداف الرئيسة التي تنفذها الجامعات المرموقة على مستوى العالم، ومنها بعض جامعاتنا الكبرى، التي حققت إنجازات علمية رائدة وغير مسبوقة على المستويين الإقليمي والدولي، هو الاهتمام بالبحث العلمي، ودعم الأبحاث العلمية، التي تحل معظم مشكلاتنا، وتسهم بشكلٍ فاعل في تقديم الأبحاث الجيدة التي تعالج الكثير من قضايانا المحلية، والإقليمية، والدولية.

توجيه وتشجيع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، وطلاب الدراسات العليا فيها، وطلاب المرحلة الجامعية (البكالوريوس)، للاشتراك في مثل هذه الأبحاث، ووضع الحلول المناسبة لمشاكل مجتمعنا، وتقديم المشورة والمساعدة لكل مَن يطلبها في عمل الأبحاث، أو استطلاعات الرأي، حول موضوع معين من خلال عمل دراسات متعمقة عملية تطبيقية تواكب توجهاتنا التنموية، وتُعزِّز من مكانة الجامعات، وترفع من شأنها من خلال خدمة المجتمع ومؤسساته المختلفة، وتقديم الخدمات ذات المسؤولية المجتمعية عن علمٍ ودراسة يستفاد منها مستقبلاً لحل قضايانا ومشاكلنا المحلية، هو أمرٌ ضروري ومطلبٌ مُلِح.

مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض من الجهات الداعمة وبسخاء لمعظم الأبحاث والدراسات العاجلة المتعلقة بمشاكل المجتمع، ولذلك فهي تقدم ملايين الريالات للأبحاث المتميزة والمهمة وتدعم الجامعات في إنجاز مهامها البحثية في مختلف العلوم والتخصصات، وكذلك دارة الملك عبدالعزيز التي يشرف عليها ويرأس مجلس إدارتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- المحب للعلم والعلماء، والتاريخ والآثار، وجميع التخصصات الإنسانية، حيث من أبرز مهام هذه الدارة هو التوثيق وحفظ الآثار والتراث القديم، والعناية بالحرمين الشريفين وإصدار الموسوعات العلمية، والاهتمام بالكتب النادرة، والمخطوطات، والمعاجم، وكل ما له علاقة بتاريخ وجغرافية الجزيرة العربية، وتوظيف آلاف الباحثين لإنجاز هذه المهام التي تعزز من هوية هذه البلاد، وتظهر مدى اهتمامها البالغ بخدمة الإسلام والمسلمين، والحفاظ على موروثهم الديني، والثقافي، والحضاري على مر مئات السنين.

لاشك أن البحث العلمي هو المحرك الأساس لنهضة الأمم وبروز إنجازاتها ورفعة شأنها، ولنا مثال واضح في إنجازات أبنائنا الطلاب في مرحلة البكالوريوس، الذين شاركوا في معظم المنتديات العالمية، وحققوا تفوقاً عظيماً، ونالوا أعلى المراتب بين أقرانهم من مختلف دول العالم، وعادوا بالميداليات الذهبية والفضية لتأكيد ما نصبو إليه من رفعة راية البلاد خفاقة عالية في المحافل الدولية.

إن الإنفاق السخي على البحث العلمي، وإيجاد الحلول لمشكلات مجتمعنا، هو المكسب الحقيقي لهذا الوطن وتنميته المستدامة، ولمحبي هذه البلاد المباركة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store