يُصادف غداً الإثنين ذكرى البيعة الرابعة لقائد الوطن وصمّام أمنه وأمانه، ولكنها وفقاً لمُتغيِّر المُنجزات تُعادل أربعة عقود من الزمن؛ حيث تغيِّرت فيها ملامح البلاد بديناميكية سريعة مدعومة بفكر غير مألوف في الإدارة وإرادة صلبة لا تعرف الحدود الوهمية التي تقف عائقاً في مسيرة التحديث وترتهن للإسقاطات غير المتوافقة مع واقع لا يعرف سوى قوة المنطق قولاً وفعلاً.. وعالم تحكمه مصالح مُشتركة تتقاطع في كل ثانية وتتعاظم مع كل حركة وترسم مستقبلها بناءً على تأثيرها الإيجابي ليس فقط في مُحيطها القريب بل تتجاوزه إلى آفاق تجعلها تقتحم كل الحدود الجغرافية لتكون حاضرة في وجدان الإنسان مهما تباين عِرقه وتلّون مظهره وتباين مُعتقده.
لقد أثبت قائد المسيرة حِكْمَة في قراءة المشاهد في كل مساراتها، ووظف لإدارتها حنكته التي تماهت مع إدراكه الواسع وحلمه المُتعارف عَنْه حتى استطاع أن يرسم للسعودية الجديدة خطًّاً متفرّداً فاجأ به الأقربين قبل غيرهم -تفاعلاً وتعاملاً- الأمر الذي دفع بالقوى المؤثرة في العالم إلى إعادة حساباتها في كيفية التواصل ناهيكم عن التعامل مع الرؤية الجديدة التي أضحت إطاراً مُلْزِماً للجميع داخلياً وخارجياً، وعبّرت عن طموح الشباب السعودي في رسم ملامح مستقبله باحترافية تتفق مع عقلية العصر واستثمار أقصى طاقاته الكامنة وتوظيفها لخدمة وطنه ورفاهية مُجتمعه.
وتحقق كل هذا رُغم كُل الأحداث الجِسام التي تعيشها المنطقة جرّاء التدخلاّت المُخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي قادتها ولا تزال «إيران» وعملت جاهدة في زعزعة الأمن العربي عموماً والسعودي تحديداً، وتحقق لها ما خططتْ له في بعض الدول، إلاّ أنها فشلتْ فشلاً ذريعاً عندما تماسّت معنا بل لُقنت درساً لا يُنسى عند التعامل مع الكبار لأنَّ صلابة الموقف من قوة صاحبه، فعندما يقف سلمان بن عبدالعزيز فهذا يعني شموخاً لا تُزعزعه نطنطة الأقزام، وعندما يقول فقوله فصلٌ في مجاله لا يستطيع أحدٌ مجاراته أو التجرؤ على إسكاته، وعندما يتقدَّم فحتماً سيكون في المُقدمة ويترك الآخرين يتتبعون خُطَاه ويستقون من رأيه منهجاً لسياساتهم.
لذا حُقّ لنا أن نفتخر بملك ونُفاخر بمنجزاته التي وضعت المملكة في صدارة الدول المؤثرة، ودعم توجهاته المُحمّلة بالخير لنا كسعوديين، وتجديد البيعة له بأنْ نكون «عصاه التي ما تعصاه» والابتهال للمولى -جلّت قدرته- بأن يحفظه للوطن ذُخراً وللمواطنين سنداً، وكل عام ووطني في سعادة ورخاء.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
