Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

المدير التنفيذي..!

A A
من يصل الى أي منصب تنفيذي في أي موقع، فهو وصل الى مكان قيادي رفيع المستوى، ويجب عليه الحفاظ على جهده بالشكل المناسب، لأن الكثير من المدراء التنفيذيين يقعون تحت أعباء مثقلة من الاعمال والمهام دون أن يلاحظوا ذلك سريعاً، فتجدهم يقضون يومهم بطولِهِ بين هرولة من اجتماع الى آخر أو مؤتمر أو ندوة وغيرها سواء حضورياً أو عبر الهاتف محاولاً إرضاء الجميع وتنفيذ كل شيء، ولكن حقيقة هذا الأمر أنه يزيد التوتر والضغوط النفسية وتدهور جودة العمل سريعاً، لأنه أصبح مختصاً بالأنشطة الثانوية ظناً بأنه يرضي رؤساءه وكذلك من حوله، ولكن الحقيقة يصبح عمله غير مرضٍ له ومحبطاً لمن كان يحاول إرضاءهم.

هل تعاني من البيروقراطية في حياتك، لكي تتخلص منها لابد أن تقول «لا»، والبدء بتقييم كل ما يطلب منك، وإمكانية تنفيذه بناء على الوقت والموارد التي تمتلكها، ومقاومة هذا الأمر يجعل لك تقدماً في اختيار معيار لكل ما يطلب منك، ويكون السؤال المهم هنا: هل هذا هو أهم شيء على الاطلاق يفترض أن تنفذه بما يتوفر لك من وقت وموارد؟.

بعد الوصول الى هذه المرحلة وتجاوزها لابد من أن تتوقف عن حضور جميع الاجتماعات التي لا تهتم الا بشيء بسيط منها، أو بدقائق معدودة منها، وتفوض من يقوم بها بدلاً عنك، وتوفر جهدك وطاقتك نحو الإبداع، هذه الانتقائية هي من ستمكنك من ذلك وجعله مبدأك بالعمل متعهداً أن تنفذ كل الأمور المهمة حقاً والتخلص من كل شيء آخر وسوف تكون الجودة أساساً لعملك وتحقق نشاطاً هائلاً لك ولمن حولك.

قد يظن الكثير من المدراء التنفيذيين أنه إذا قام بهذه الانتقائية لأعماله قد يسبب له الإحراج من رؤسائه أو حتى مع من حوله، ولكن على العكس تماماً فإنه سوف يلقى الدعم والاحترام المطلوب لأنه وفر جهود العمل نحو تحقيق الأهداف بدلاً من بعثرة الجهود وقلة النتائج.

كم مرة وافقت على طلب ما دون أن تفكر فيه حقاً؟ كم مرة كرهت ارتباطك بتنفيذ شيء ما؟ كم مرة وافقت لترضي من حولك؟ كم مرة أصبحت الموافقة ردك الافتراضي؟!.

هل وجدت نفسك مثقلاً بكم هائل من أعباء العمل؟ هل سبق أن شعرت بأنك تقوم بالكثير من مهام العمل دون أن تستغل جميع إمكانياتك؟ هل وجدت نفسك تتخصص في الأنشطة التافهة؟ هل تشعر بأنك منشغل دون أن تكون منتجاً؟ إذا كانت إجابتك بنعم على الأسئلة الأربعة، اتبع نهج الشخص الجوهري بتحديد أولوياتك والا فسيفعل شخص آخر هذا!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store