Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

التوعية بمخاطر العالم الرقمي

A A
بالأمس، نشرت إحدى الصحف نتائج دراسة أُجريت مُؤخَّراً بعنوان: «العالم الرقمي في 2018م»، وتفيد نتائج الدراسة بأن السعودية احتلت المركز الأول عالمياً لعدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي سنوياً بنسبة 32%، وقد شملت الدراسة 40 دولة حول العالم، وجاءت الهند في المركز الثاني بزيادة سنوية في عدد المستخدمين بلغت 31%، ووفقاً للدراسة، فإن السعوديين يقضون ساعتين و34 دقيقة يومياً أمام شبكات التواصل الاجتماعي، وتأتي هذه المدة في المرتبة 16 عالمياً.

يفيد المختصون أن السعودية تعد من الأسواق الأسرع نمواً في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، فهناك زيادة متسارعة في استخدام الإنترنت، وذلك لأسبابٍ متعددة منها: التحول الرقمي لبعض القطاعات الحكومية، ووجود العديد من الطلاب والطالبات يستخدمون التقنية في الجامعات، إضافة إلى وسائل الترفيه المتاحة على شبكة الإنترنت والخدمات المساندة، كالتسوُّق وحجز الفنادق والرحلات ومشاهدة البرامج الترفيهية المختلفة، إضافة إلى توفُّر المعلومات والأخبار الحديثة، والتواصل مع الأهل والأصدقاء.

بالرغم من الإيجابيات المتعددة لمثل هذا التواصل الاجتماعي والتقني، إلا أن بعض اللصوص وضعاف النفوس قد سعوا لاستغلال هذا النمو السريع في مجال الاتصالات والتقنية بالمملكة، وعمدوا إلى تقديم بعض الإغراءات الوهمية للاستثمار ونمو رأس المال السريع، ويأتي في مقدمة تلك الإغراءات بعض أسواق العملات ذات المخاطر العالية، والتي تتطلب خبرة ومهارة استثمارية متخصصة، إضافةً إلى قيام بعض الشركات الأجنبية الوهمية ومجهولة المنشأ بالترويج بشكلٍ واسع لخدماتها داخل المملكة، وذلك عبر تلك الوسائل للتحايل لجذب بعض الزبائن، وتقديم خدمات وهمية لهم، شريطة أن يتم القيام بالتحويلات المالية عبر البطاقات الائتمانية، لتجنُّب التحويلات النظامية عبر البنوك، والتي ترفض التحويلات لمثل تلك الشركات.

السرعة الكبرى للمملكة في مجال الاتصالات والتواصل الاجتماعي، وسعيها نحو التحول الرقمي، صاحبها ارتفاع واضح في عدد محاولات التهديدات المتعلقة بالتعاملات الرقمية والأمن السيبراني، والذي يفيد أحد المختصين بأن هناك حوالى 200 مليار جهاز ستتصل بالإنترنت، مما سيزيد من تلك الاختراقات التي قد تحدث مستقبلاً، ويرفع الطلب كذلك على المتخصصين في مجال أمن المعلومات، مما يستدعي رفع مستوى التوعية بمخاطر التعاملات البنكية مع الجهات غير الموثوقة بشكل عام، وأن هناك بعض الإحصاءات التي تشير بأن الخسائر الناجمة عن الجرائم السيبرانية لعام 2021 ستصل إلى نحو 6 تريليونات دولار، وهو ما يُعادل 10% من الاقتصاد العالمي.

جهاز الجوال والحاسب الآلي المحمول والساعة وغيرها من الأجهزة المحمولة الصغيرة، والتي تساعد على سرعة التواصل لكنها في الوقت نفسه يجب أن يتم التوعية بما فيها من مخاطر يمكن أن تساهم في إلحاق الضرر بأصحابها، بدلاً من تيسير أمورهم وجلب المنفعة لهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store