* منذ إنشاء المملكة العربية السعودية، والعمل الدؤوب على (لم الشمل) العربي، وتعزيز دعائم الأمن والاستقرار والرخاء في عموم المنطقة، ودفع عجلة التنمية بها، تُمثِّل إحدى أهم مناهجها وسياساتها واستراتيجياتها الثابتة.. ويعرف كل منصف أنها تكاد تكون سنناً ثابتة، سار عليها كل قادة هذه البلاد المباركة.. ولا أظنني بحاجة لسرد السجل الطويل لجهود المملكة في هذا الشأن، فالكل يعرفه، كما يعرفون أيضاً كم تحمَّلت بلادنا من نقفقاتٍ مالية ضخمة، ومن أذى أيضاً في سبيل مبادئها والتزامها بدورها القيادي تجاه أمن واستقرار وازدهار المنطقة بأكملها.
* إعلان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله بتأسيس الكيان الجديد للدول المطلة على البحر الأحمر، يأتي كتأكيد على هذا المنهج السعودي الثابت، ليس تجاه منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي فقط هذه المرة، بل من أجل العالم كله، فمضايق البحر الأحمر وشواطئه تعتبر من الممرات التجارية العالمية الهامة.. وأمنها وحمايتها واستقرار دولها أمر يُمثِّل أهمية بالغة للعالم أجمع بكل تأكيد، والكيان الجديد الذي يضم إلى جانب السعودية كل من مصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن يضع من ضمن أولوياته حماية التجارة العالمية وحركة الملاحة الدولية من خلال استقرار وحماية دول المنطقة أجمع.
* عندما أفصح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل أسابيع قليلة عن طموحاته وأحلامه للمنطقة العربية، وللشرق الأوسط الجديد، كان يعني ما يقول تماماً.. فلم تمضِ أيام حتى جاءت مبادرة خادم الحرمين بإنشاء هذا الكيان كأول الغيث من أجل صناعة شرق أوسط مستقر ومتماسك، وقوي اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً.
* الدول تقوى بتحالفاتها وتكتلاتها.. وتحالف البحر الأحمر هو تعاون؛ أمني؛ سياسي عسكري؛ اقتصادي؛ ملاحي، بيئي، تم الترحيب به من قِبَل جميع الأعضاء، إدراكاً منهم للأهمية الجيوسياسية التي يُمثِّلها هذا الإقليم؛ وهذا الممر المائي الهام.. كما أنه يعتبر خطوة عظيمة، حتى وإن تأخرت بعض الشيء إلا أنها ستقطع الطريق -بإذن الله- على كل محاور الشر في المنطقة، وأصحاب الأطماع من التغلغل في المنطقة، ولعب أدوار سلبية تُهدِّد أمن دول المنطقة وتضر بمصالح شعوبها.
* تبقى السعودية واحة أمن وارفة الظلال لكل دول وشعوب منطقتها.. وقِبْلَة دينية وروحية وأمنية وسياسية واقتصادية للعرب جميعاً والمسلمين كافة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
