Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

فلسفة

A A
لقراءة الأشكال الهندسية فلسفتها في تحليل الشخصية.. مثلاً شخص يرى الدائرة ويقرأها على أنها تمثل الالتواء وعدم التحديد الذي ربما يعني عدم الالتزام والانضباط والوضوح، وآخر يقرأها أنها تمثل اللامتناهي والاستمرارية والإبداع ومواصلة المسيرة والمثابرة، وثالث يقرأها أنها تشير الى الشخصية الاجتماعية المحبة للتواصل المستمر، ورابع يقرأها أنها تعني الاحتضان وبؤرة الاهتمام والجو الأسري والتركيز، وخامس يراها تعني التقوقع والانعزالية عن الآخرين والانطواء في محيط ضيق.

شكل المربع يقرأه شخص أنه يرمز الى تساوي أطراف العلاقة نتيجة تساوي أضلاع الشكل فهو يعني بالنسبة له الندية والتكافؤ، ويقرأه آخر على أنه يرمز للتأطير ومحدودية الأفق والمساحة، ويراه ثالث على أنه النمطية والصندوق المغلق، ويراه رابع على أنه يرمز الى الانضباط والالتزام بمعايير ومواصفات محددة، ويراه خامس بأن زواياه ترمز الى الدقة في العلاقات.

شكل المستطيل يقرأه شخص على أن اطرافاً تحمل أطرافاً أكبر، وآخر يراه يعبر عن تحمل المسؤولية، وثالث يرى فيه عدم تكافؤ أطراف العلاقة، ورابع يرى فيه شيئاً من صفات المربع من الالتزام والدقة في العلاقات العامة ومحدودية المساحة حتى مع اتساعها النسبي، وخامس يرى فيه فسحة الأمل.

شكل المعين يراه شخص يعبر عن التنافر وعدم التجانس والانسجام، ويراه آخر على أنه يعبر عن الخروج عن النمطية، ويقرأه ثالث على أنه يعبر عن انفراج مواقف وضيق مواقف أخرى، ويراه رابع أنه يعبر عن المزاجية وعدم الاستقرار.

المثلث يراه شخص على أنه يعبر عن التنظيم الهرمي، ويراه آخر أنه يعبر عن ترتيب الأولويات وتدرج الاحتياجات ورمز للمنطق التسلسلي، ويراه ثالث أنه يعبر عن الطبقية، ويقرأه رابع أن فيه معنى للأنانية (أنا أولاً ثم يأتي من بعدي من يأتي)، ويراه خامس أنه يرمز للحدة المتناهية لضيق زواياه الحادة.

هكذا تختلف قراءة الأشكال بل الشكل الواحد وما يعبر عنه من شخص لآخر.. وأحياناً من حالة لأخرى لدى نفس الشخص باختلاف الحالة واختلاف الموقف والمزاج تبعاً للزاوية التي ينظر منها وتبعاً للحالة النفسية التي هو فيها، تماماً مثل اختلاف نظرتنا للمواقف الحياتية التي تمر بنا، فهناك أشخاص يرون أن الأزمة توّلد فرصة، وآخرون يرون العكس أن الفرص تنطوي على عقبات وصعوبات، والبعض يرون أن بعد الضيق فرجاً والمتشائمون يخافون من السرور والسعادة ويخشون في الغالب أن تتبعها ضيقةٌ وغمٌ.

المتفائلون يسيرون وقد استبشروا بمسيرهم ويضعون خططاً بديلة تفتح لهم منافذ من المفاجآت، بينما المتشائمون يسيرون مكبّلين أنفسهم بقيود الخوف من المجهول والمصاعب والمتاعب التي قد تواجههم، ومع ذلك لا يفكرون ولا يضعون منافذ للأمل ولا يبدعون في صنع وسائل لتجاوزها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store