Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

الله غني بذاته.. وأغنى بفضله نبيه ورسوله

A A
صلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً، حقيقة المفاهيم الخاطئة تحزن وترثي لحال أصحابها وإن علت درجتهم العلمية وليس كل متعلم متفقهاً، والفقه في الدين هبة ربانية وليس شهادة يحصل عليها كل من التحق بمدرسة أو معهد أو كلية أو حتى جامعة وبجميع درجاتها العلمية وإن كان أيضاً التخصص في الشريعة، ويكفي دليلاً هذان الحديثان ، الأول وارد في مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن دعوة الحبيب صلى الله عليه وسلم لسيدنا عبد الله بن العباس رضي الله عنهما حيث قال الراوي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي -شك سعيد- ثم قال اللهم فقِّهه في الدين وعلِّمه التأويل)، والثاني وارد في الصحيحين واللفظ لمسلم قوله صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي)

والحكمة كذلك ربانية يهبها الله عز في علاه لمن يشاء من عباده سواء أميين كانوا أو متعلمين أو ما كانوا والدليل القاطع قول الله تعالى (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (البقرة:269) .

ولم ابدأ بتلك المقدمة إلا لأنني لمست أن البعض -والبعض الذي أقصده ليس بقليل- قد فهم خطأ حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم الصحيح الصريح الوارد في صحيح ابن حبان ونصُّه:(البخيل من ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ) صلى الله عليك يا حبيبنا ما دامت السموات والأرض ويوم العرض وعند الكوثر وفي جنان الخلد صلاة دائمة يرحمنا بها ربنا ويخرجنا من الظلمات إلى النور ببركتها ويصلي علينا بها الإله الكريم.

والفهم الخطأ الذي أعنيه هو أن هذا البعض فهم أنه بخل بعدم صلاته على النبي الأمي المحمدي صلى الله عليه وسلم وغاب عنه أن المقصود بخله على نفسه والحبيب صلى الله عليه وسلم غني بفضل الله ومنته عليه وأغناه الله عن غيره لأن الله عز وجل غني بذاته وأغنى نبيه صلى الله عليه وسلم عن جميع خلقه وسوف يبعثه مقاماً محموداً ومنزلة رفيعة يغبطه عليها جميع الخلق والمخلوقات (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) (الإسراء:79) والآخرة خير للحبيب صلى الله عليه وسلم وفيها له مستقر ومقام ورضا سواء صلى عليه من صلى «لا تزيده صلاتهم شيئاً» أم امتنع وبخل من بخل لا يضيره من ذلك شيء ولا ينقص من مقامه صلى الله عليه وسلم عند ربه عز في علاه قدر أنملة

(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (الضحى: 4 ، 5) .

والصلاة على النبي نطلب بها من الله أن يصلي على حبيبه عز في علاه وحبيبنا صلى الله عليه وسلم ولا نصلي نحن عليه كما يفهم البعض (اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم واللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم)، والله جل جلاله يصلي عليه صلى الله عليه وسلم سواء صلينا عليه أم لم نصلِّ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56)

ومن الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم للمصلي.

• أنه يُمحى عنه عشر سيئات.

• أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين.

• إنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له أو أفردها .

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store