Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

ترفَّقوا بصلاح ليفربول.. إن هو فعلها!

A A
أخشى من سهام عربية يتم تصويبها على رأس محمد صلاح، إن هو فعلها وغادر فريق ليفربول؛ احتجاجًا على ضم اللاعب الإسرائيلي دبور إلى صفوفه! ومن الواضح أن ليفربول كما تقول صحيفة «ماركا» الإسبانية، نقلًا عن صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، قطع شوطًا في التعاقد مع دبور الإسرائيلي، الذي «يزنُّ» بالتأكيد على خراب الفريق الإنجليزي المتصدر للدوري!

أخشى أن تخرج أصوات عربية تُعرب عن الشجب والأسف لقرار صلاح، شأنها في ذلك شأن موقع «إسرائيل بالعربية».. وبالعربية إزاي معرفش! والذي كتب يقول: «يؤسفنا أن نرى أن هناك أشخاصًا يُشجِّعون رحيل محمد صلاح عن ليفربول في حال انضمام لاعبنا الإسرائيلي إلى الفريق»!

من لطف الله بصلاح، أن الفتى المصري القروي العربي الأصيل، سبق له أن تعرَّض لهجمةٍ مماثلة، بسبب لحيته، التي رأى بعض السادة المتنطعين سياسيًّا على طريقة المتنطعين دينيًّا في الجهة الأخرى، أنها تشبُّهًا بالمتطرفين الأصوليين «الوِحشين»! أيامها صمد اللاعب الفذ الذي جمع في اسمه بين أحب الأسماء «سيّد البشر محمد»، وبين «مُحرِّر القدس صلاح الدين»، قبل أن يتسبَّب فنّه الكروي الرفيع في إفشاء السعادة وإجماع البيوت المصرية على حُبّه، مثلما فعلوا مع «محمد أبوتريكة»!

على أن صحيفة «ماركا» الإسبانية لم تكتفِ بالاشارة إلى أن هذه الأنباء أحدثت اضطرابًا كبيرًا في وسائل الإعلام البريطانية، وإنما أعادت التذكير بموقف صلاح الذي أثار جدلًا كبيرًا خلال فترة احترافه بنادي بازل السويسري، عندما رفض مصافحة لاعبي نادي مكابي تل أبيب، في مباراة بين الفريقين، متعللًا بأنه كان يقوم بـ»عقد رباط حذائه»!

من جانبي أقول لأبي مكة: إن هو غادر ليفربول، ما قُلته لمعاذ وعبدالعزيز، لاعبى كرة الريشة السعوديين اللذين سبق لهما الانسحاب عندما أوقعتهما القرعة أمام لاعبين إسرائيليين: معك كل الحق، والله معك! هذا زمن لا يُقبَل مِنَّا أن نُجاور أو نتعاون مع لاعبٍ يسكن أو يقيم في بيت ليس ملكه! ويخرج من مطار ليس مطاره، ويعود سعيدًا لديار ليست دياره!

وأقول للشاجبين والمستنكرين: دعوه وشأنه، إنه لا يريد أن يهدي تمريرة لهذا الإسرائيلي، أو يتقبَّل منه تمريرة ثانية! إنه لا يطيق ولن يطيق القُبح من أي ناحية! إنه يعتبر الصعود على أجساد أو حتى معنويات شعب أسير، هو الصعود إلى الهاوية!

إن «صلاح» لا يستطيع أن يتنكَّر للقبّة، ولا للأقصى أو قبّته، كما لا يستطيع التوقف عن حكاية البراق التي يحكيها كل ليلة لـ»مكة»! إنه لا يريد أن يتلعثم أمام «أم مكة»، إن هي سألته يومًا عمَّا يجري في القدس، أو في غزة، أو يافا وحيفا وعكا!

حين يغادر صلاح سيعرف العالم كله أن شاباً عربياً تبرَّأ من عصر الغفلة، رافضًا لأصوات الانبطاح التي تُروِّج بدعوى تجاوز الكراهية لعصر الإرهابيين القتلة! حين يُغادر فجأة، سيعرف العالم عن وطن الشهداء الأحياء القابع في جب العتمة! المجد الذي يتنازل عنه صلاح لأجل أن يسطع الحق عاليًا يهون! الحق الذي يدافع عنه لا تُوازيه الملايين!

إن محمد صلاح -كما يعرف الجميع- من هؤلاء الفتية المصريين الذين تربّوا في ريف الأصالة، وتسابقوا في ترديد المقولة: فتكلم وتألم وتعلم كيف تكره.. غضبة للعرض.. للأرض.. لنا.. غضبة تبعث فينا مجدنا.. وإذا ما هتف الهول بنا.. فليقل كل فتى: إني هنا!

ولتفخر مصر بصلاح إن بقي أو غادر ليفربول، فهو بطل سيتبعه كل فترة بطل، لا تُثنيه حجة أو تعتريه علل! ويقينًا سيشعر عند الاضطرار أن في قدميه ثقل!

أخيرًا، فإن صلاح واحد من الذين يحسبونها على النحو التالي: كم مرة سنعيش؟! كم مرة سنكتب مجدًا أو سيرة؟! كم مرة سيهتف الناس باسمك في مباراة أو مسيرة؟!.. فلتصرخ قائلًا: لن يظل الأقصى حبيسًا، ولن تظل القدس أسيرة!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store