Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أسلمة الشوكولاتة في أوروبا!!

A A
الأمر في غاية البساطة، وهو أنّ بعض مصانع الشوكولاتة في أوروبّا، أرادت التوضيح بأنّ مُنتجاتها خالية من الكحول ومُشتقَّات الخنزير، فطبعت كلمة «حلال» على مُغلّفات عبوّات المُنتجات، وطبعتها باللغة العربية التي يعرفها المسلمون، لِجَذْبِهِم وحثّهم على الشراء، وهذا حقٌّ مشروع للمصانع حتّى لو كانت غير مُسْلِمة، وقبل ذلك حقٌّ مشروع للمُستهلكين المُسلمين بأعدادهم الضخمة في أوروبّا!.

فما كان من عدّة أحزاب سياسية، خصوصاً الأحزاب الألمانية، إلّا تنظيم حملات شرسة ضدّ المصانع، وأقامت الدنيا ولم تُقْعِدها، واعتبرت الكلمة أسلمة غير مقبولة للشوكولاتة، وأنّها ستُقاوم ذلك بكلّ قوّة، وبدأت المطالبة بمقاطعة كلّ شوكولاتة تحمل كلمة «حلال»، وكأنّها شوكولاتة مُرعبِة وتنتمي إلى عالم الشياطين والأرواح الشرّيرة، وتُسبّب الفوبيا لمن يأكلها!.

طيب، أنا لديَّ تساؤل بسيط: لماذا لا تُنظّم هذه الأحزاب حملاتها الشرسة ومقاطعتها لثروات المسلمين التي هي «حلال» أكثر من «حلالية» الشوكولاتة، فالمعادن -مثلاً- وعلى رأسها البترول، حلال ١٠٠٪، ولا كحول ولا مُشتقّات خنزير فيه، وكذلك الحال مع أموال المسلمين بعُملاتهم المختلفة، من ريال ودرهم ودينار، إنّها غاية في الحلال، بل إنّ العديد من هذه العُملات مطبوع عليها ما هو أكثر إيضاحاً بأنّها حلال، مثل شهادة التوحيد الخالدة، وصور الأماكن الإسلامية المقدّسة، وغير ذلك من الإيضاحات، فلماذا لا تقاطع الثروات والأموال؟ وتظلّ تلهث خلفها؟ وتسعى للفوز بها وتحويلها إلى يورو ودولار؟.

وفصل الخطاب هو كُرْه هذه الأحزاب لكلّ ما يُذكّرها بالإسلام، وسعيها الدؤوب لتشويهه، رغم أنّ كثيراً منها لم يتولّ سدّة الحُكْم في بلده، فماذا سيحصل إن دان لها الحُكْم؟ وهذا هو ديدنها، يختبئ أحياناً خلف الكواليس، وتُظْهِرُ بغضاءها من أفواهها أحايين كثيرة، وما تُخْفِي صدورها أخطر وأكبر!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store