Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

كلام غير مهم عن النخيل والتمور!!

A A
أخبار مُفرِحةً للغاية قرأتُها مؤخراً، وقرّت بها عيناي اليمين والشمال، فمارأيكم بأن تشاركوني إيّاها؟:

لدينا ٢٨ مليون نخلة مُثْمِرة، أي أكثر من عددنا نحن معشر السعوديين الذي يبلغ أكثر من ٢٠ مليون نسمة، بمعنى أنّ هناك 1.4 نخلة لكلّ مواطن صغيراً كان أم كبيراً، ذكراً كان أم أنثى، ولو سمّيْنا النخلة الواحدة باسم مواطن أو مواطنة فسيصبح هذا ظاهرة فريدة نتميّز بها عن دول العالم!.ومن هذا النخيل، أو النخلات إن كانت قواعد لغتي العربية صحيحة، نُنتِج نحن (1.1) مليون طن من التمور سنوياً، بما يعادل 15٪ من الإنتاج العالمي، وهذا يجعلنا نتبوّأ المركز الأول في إنتاج التمور، ولدينا أكثر من 400 صنف من التمور، ولدينا كذلك 157 مصنعاً مُصرّحاً به للتمور، فما شاء الله ولا قوة إلّا بالله!.

فالحمد لله الذي جعل أرضنا مُباركة في باطنها وعلى وجهها، وجعل شجرة النخلة الطيّبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء عنواناً لأرضنا، ورمزاً لخيراتنا، وشعاراً يُرفع في علمنا الأخضر الخفّاق!.لكن، هل كان بالإمكان أفضل ممّا كان بالنسبة للنخيل والتمور؟ لا أريد التنقيص من جهود الأفراد والجهات المعنية بخصوصهما، لكن أعتقد أنّ هناك ما هو أفضل قد كان بإمكاننا تحقيقه بقليل من الجُهْد، مثل عمل أبحاث خاصّة بريّ النخيل بأقل قدر من المياه، توفيراً لمياهنا القليلة، وكذلك عمل الأبحاث الخاصة باستخدام أصناف تمورنا الكثيرة في علاج الأمراض، وقد كنتُ في طفولتي أسمع من كبار السِنّ في منطقة القصيم أنّ هناك أصنافاً تُعالج مرض السكّر رغم حلاوتها، وكذلك استخدام سعف النخيل كبديل لحديد التسليح في خرسانة المباني السكنية الصغيرة، وأذكر خلال دراستي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أنّني كنت ضمن فريق طُلّابي يبحث عمل ذلك، وكانت النتائج مُبْهِرة، ولا أعلم ماذا حصل بعد تخرّجي، فضلاً عن استغلال نوى التمور كبُن قهوة بشكل أكبر ممّا هو حاصل حالياً مع صلاحية نوى كثير من أنواع التمور!.

وأخيراً أشجب وأستنكر قلّة أشجار النخيل في شوارع مدننا، وتركّز أماكن وجودها في المزارع خارج المدن، وأدعو لتزيين شوارعنا بها، فنحن من النخلة والنخلة مِنّا، بل هي أمّنا، وخيرُ شجرة تُزرع وتُروى وتُحصد على كوكب الأرض!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store