Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

وعند العرب أيضاً قواعد عسكرية لروسيا والصين

A A
عام ميلادي انقضى وعام آخر ابتدأ.. كل عام وأنتم بخير.. تمنياتنا لكم أفراداً وأوطاناً بالخير.. وأول التساؤلات التي نطرحها على أنفسنا عند حلول كل عام جديد هو: ما الذي يحمله لنا هذا العام؟.. وتنطلق أجهزة الإعلام بمختلف أشكالها، القديم منها كالصحافة والإذاعة والتلفزيون، والجديد أيضاً كوسائل التواصل الاجتماعي، تويتر ويوتيوب وما شابه.. تنطلق هذه الأجهزة محللة ومتوقعة بل ويصر بعضها أنه على شبه يقين فيما يتعلق بتوقعاته لبعض الأمور.. ويأتي المحللون الذين لهم خبرة ويتمتعون بالكفاءة ليعلقوا على الأحداث ويتحدثوا عن التوقعات ويتنافس في ذلك معهم مجموعة أكبر ممن يعتقدون أنهم يفقهون بينما ليست لديهم أي قدرة ذهنية على فهم ما يجري وما سيأتي والمواقف وما يترتب عليها من عواقب.. ويضاف إلى هذه التشكيلة المنجمون الذين يظهرون على شاشات التلفزيون أو يفترشون صفحات الصحف..

العام الجديد يحمل مؤشرات متعددة، بعضها يبشر بالخير وأخرى تنذر بالويل، فالتوجه داخل دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، يشير الى احتمالات قوية لنجاح السياسات الاقتصادية والبرامج الاجتماعية، والى أن البترول الذي نخاف منه وعليه سيحافظ على أسعار مناسبة خلال العام الجديد.. لكن المؤشرات في بعض الدول العربية تثير القلق، فالسودان دخل في دوامة أخرى تشير الى أن العاملين، عالمياً، على نشر (الربيع) مازالوا نشطين في مهمتهم. وبينما ترتفع الآمال في سلام باليمن وتراجع حوثي إيراني عن التصعيد فإن الصومال وجنوب السودان وليبيا وعدداً آخر من الدول العربية تثير التشاؤم في مستقبلها رغماً عن برامج توضع لإصلاح أمرها.. وتواصل سوريا معاناتها وسط صراع إقليمي ودولي فيها وعليها.

أبرز المؤشرات على أننا ندخل، في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، مرحلة انتقالية هامة كان الانسحاب الأميركي من سوريا بطريقة (ترمبيه) دراماتيكية أكثرها إثارة، وهو انسحاب بدأه الرئيس الأميركي السابق، أوباما، ويواصله دونالد ترمب حتى وإن ادعى أنه لا يواصل سياسة سلفه. ونتيجة للانسحاب الأميركي تندفع موسكو للعب دور رئيسي في سوريا والمنطقة حيث كانت تشكو من أن أوربا وأميركا حرموها منه في السابق.. وكان أوباما يتحدث عن مستنقع في سوريا ينتظر روسيا، مبرراً تراجعه الفاضح عن العواقب التي توعد بها النظام السوري إذا ما تخطى خطاً أحمر يتمثل في استخدام دمشق السلاح الكيماوي في حربها بسوريا، ويطمئن الأميركيين الى أن تراجعه وتقدم روسيا في الشرق الأوسط سيؤدي الى إغراق الروس في مستنقع شرق أوسطي مشابه لما وقعوا به في أفغانستان .

وبالإضافة الى العودة الروسية القوية للمنطقة، فإن الصين التي تتحرك بحذر أقامت لنفسها، في جيبوتي على البحر الأحمر، أول قاعدة عسكرية لها خارج الصين.. وهو ما قد يتيح لها ممارسة دبلوماسية تجارية وعسكرية نشطة في المناطق العربية والأفريقيه الواقعة غير بعيد عن جيبوتي.

وفي خطاب الاستقالة من منصبه كوزير للدفاع الأميركي، الذي قدمه (الكلب المجنون) جيمس ماتيس للرئيس دونالد ترامب ، أكد الوزير أنه لا يمكن لأميركا حماية مصالحها أو خدمة دورها العالمي بدون المحافظة على تحالفات قوية وإظهار الاحترام لحلفائها. مشيراً بذلك الى إهانة ترمب لحلفاء أميركا المقربين مثل ألمانيا وبريطانيا وكندا.. ومقابل دعوة الرئيس الأميركي بلاده للتمركز داخل قوقعتها (أميركا أولاً) فإن أوربا تشعر بالقلق تجاه التطور الأميركي الانعزالي، مما دفع الرئيس الفرنسي، ماكرون، الى دعوة أوربا لإقامة قوة عسكرية أوربية لحماية أوربا، وسارع مفكرون أميركيون الى اقتراح، نُشر في مقال بمجلة (الفورين أفيرز) الأميركية، يدعو الدول الحليفة لأميركا إلى إقامة تجمع لتسع دول (G9) مستبعداً واشنطن منه للعمل كوحدة اقتصادية ضخمة لمواجهة التطورات الحالية نتيجة لابتعاد دونالد ترمب عن حلفاء بلده.

المؤشرات على تطورات دراماتيكية قادمة متعددة، فأي من هذه المؤشرات سيتحول الى واقع في عامنا الجديد؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store