Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

المكتوب والمسموع من أنواع الجوع

الحبر الأصفر

A A
نَشرَتُ قَبل أَيَّام مَقالاً بعنوَان: (المَجَاعَات تَفتِكُ بالجَمَاعَات)؛ تَحدَّثتُ فيهِ عَن تَأثير الجُوع عَلَى شعُوب الثَّورَات العربيَّة، وقَد تَناولتُ شَكلاً وَاحِداً مِن أَشكَال الجُوع، وهو الجُوع الغِذَائِي. ونَظَراً لأَنَّ هَذه الزَّاويَة مَحفُوظَة بقَارِئَاتِهَا وقُرَّائِهَا، الذين يُحَاولُون أَنْ يُضِيفُوا عَليهَا؛ بَعض النّقُوش والرّتُوش، فقَد وَصلَتنِي رِسَالَة مِن القَارئ الذَّكي، والمُثقَّف المَعرُوف «سليمان السلمان»، يُعقِّب فِيهَا عَلَى المَقَالِ قَائِلاً:

(شُكرًا لَكَ د. أحمد، عَلَى هَذَا الطَّرْح المُهم، الذي يَتنَاول ويُعَالِج مَوضُوع المَجَاعَات، التي تَعرَّضَت لَهَا شعُوب الثَّورَات العَربيَّة.. فعَصرنَا هَذا، تَعدَّدت مَجَاعَاته. فهُنَاك الجُوع الطَّبيعِي، وهو أقدَم مَا عَرَفه الإنسَان والحيوَان؛ عَلَى حَدٍّ سَوَاء، وهو جُوع المَعِدَة.. وهُنَاك الجُوع السِّيَاسِي، وجُوع الحُريَّات، وجُوع الهِجرَة.. وكَذلِك هُنَاك جُوع العُنصريَّة، وجُوع الفِكر والثَّقَافَة، وجُوع المَال والحَاجَة إليهِ..!

فهَل تُوافِقُنِي عَلَى تَعدُّد وتَنوُّع المَجَاعَات؛ فِي عَصرِنَا الحَديث، وأَنَّ المَطلَب وَاحِد، وهو سَدّ هَذه المَجَاعَات، بأنْ يَعمَل كُلُّ شَخصٍ مِنَّا ويَجتَهد؛ لكَي يَسدّ جُوعه، ثُمَّ يُقوِّم نَفسَه؛ بأَنْ يَرضَى بِمَا قَسمَ اللهُ لَه؟).. انتهى!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: شُكراً لأَخِي «سليمان» عَلَى هَذه الإضَافَة، التي أَعطَت المَقَال بُعداً جَميلاً، وفِكرًا إضافيًّا أَصيلاً، وأُحبُّ أَن أُضيف أَنَّ الجُوع يَحمل مِئَات الأَشكَال، ذَكر أَخي «سليمان» بَعضهَا، وسأَذكُرُ هُنَا أَنوَاعاً أُخرَى مِنهَا، ألا وهي: جُوع الشُّهرَة، وجُوع الظّهُور فِي الإعلَام، والجُوع إلَى حُبِّ أَذيَّة النَّاس، ولقَد صَدَقَ شَاعِرُنَا الكَبير «إيليا أبوماضي» عِندَمَا قَال:

يَأبَى الفُؤادُ أَنْ يَميلَ إلَى الأَذَى

حُبُّ الأَذيَّةِ مِن طِبَاعِ العَقرَبِ!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store