Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

لكل مشروع.. أجزاء وفروع!

الحبر الأصفر

A A
قَبْل أَيَّام، كُنتُ فِي «بريدة»، وكالعَادَة، إذَا ذَهبتُ إلَى هُنَاك، فأَحرِص عَلَى الالتِقَاء بالأَهل والأَخوَات -حَفظهم الله-، كَمَا أُحبُّ -مِن جِهةٍ أُخرَى- أَنْ أَزُور سبتيّة الصَّديق الغَالي «فهد العجاجي»، حَتَّى أَتبَادَل الفِكر والرَّأي؛ مَع تِلك النُّخبَة مِن الرِّجَال، التي تَرتَاد هَذَا الصَّالون..!

وإذَا تَحدَّثتُ عَن هَذا الصَّالون، فلَن أَنسَى المُثقَّف العَميق، والاقتصَادي العَريق، الأُستَاذ -أبوفيصل- «فهد النصار»، الذي مَتَى قَابلتُه، ثَنيتُ الرُّكَب أَمَامه لأَتعَلَّم، وأَطلَب المَعرِفَة عَلَى يَديه، خَاصَّة فِي بَحرهِ الاقتصَادي..!

فِي آخِر مَرَّة قَابلتُه فيهَا، قَال لِي: يَا «أحمد»، أَتمنَّى مِنك أَنْ تُركِّز عَلَى المَفَاهيم الاقتصَاديَّة البَسيطَة، وهي أَنْ يَهتَم الإنسان أو ربُّ العَمَل؛ بِمَا يَتنَاسَب ونَشاطه الاقتصَادي، مِن حَيثُ الرِّبح والخِسَارَة، والمَوقع والإيجَار، والعَرض والطَّلَب، والرّسُوم والعِمَالَة.. بمَعنَى آخَر، أَنْ يُركِّز عَلَى الاقتصَاد الجُزئي الذي يُمثِّله، ولَيس مِن الجيِّد ولَا مِن المُفيد؛ أَنْ يَنظُر إلَى الاقتصَاد الكُلِّي، الذي يَتنَاول أَرقَام المِيزَانيَّة، ودَخْل الفَرد، ومَتَاهَات العَرض والطَّلَب فِي قطَاع البترُول، وأَرقَام الاقتصَاديِّين، التي إذَا لَم تَخلُ مِن الخَطَأ، فهي لَن تَخلُو مِن التَّنبُّؤَات الخَاطِئَة..!

لقَد أَوصَاني «أبوفيصل» قَائِلاً: يَا «أحمد»، أَتمَنَّى أَنْ نُمَارس اقتصَاد الاحتمَالَات، ولَيس التَّوقُّعَات، بمَعنَى أَنْ يَدرس الإنسَان مَشروعه؛ دِرَاسَة مُستَفيضَة، ثُمَّ يَتوكَّل عَلَى الله، ويُطلِق المَشروع، ويَضَع أَمَام عَينيهِ احتمَالَات النَّجَاح، وحَصْد الأَربَاح..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: أَيُّها النَّاس، إنَّ «أبا فيصل» يُطَالِبكم أَنْ تَكونوا مَرنين، ومُتفَاعلين مَع المُعطيَات، وإذَا كَان البَعض يُحدِّثكم عَن الخَسَائِر، فحَدّثُوه عَن الأَربَاح، وإذَا كَان هُنَاك مَن يُحدِّثكم عَن الانكسَار، فحَدّثُوه عَن الانتصَار، وتَأكَّدوا أَنَّ الحَيَاة تَسير؛ وفق كَلِمَة مَجمُوعَة فِي قَولِكُم «تَفَاؤُل»..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store