وزير الإعلام..

كنتُ قد باركتُ لمعالي وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة في مقال سابقٍ على الثقة الملكية باختياره لهذا الموقع الهام للمرحلة القادمة، التي تحتاج إلى تطويرٍ دائم ومستمر في شتى المجالات، وخصوصاً الدور الإعلامي الذي يجب أن يواكب الطموح والآمال للجميع.

معالي الوزير، نحن نعي حجم الملفات التي أمامكم، وتحتاج إلى تطوير وإعادة دراسة، وكذلك إعادة النظر في محتواها، والنقلة النوعية التي تنشدها من خلال موقعكم الحالي، وتحتاج إلى وقفة من الجميع للنهوض بهذا القطاع الحيوي الهام ودوره في نشر الرؤية والرسالة، وصولاً للأهداف التي تُحاكي مكانة المملكة عالمياً وإقليمياً ومحلياً.

معالي الوزير، هيئة الإذاعة والتلفزيون لديها العديد من المراكز والمحطات المجهزة في مختلف مناطق المملكة، ولكنها أُوقِفَت منذ فترة، وأصبحت راكدة لا تُقدِّم أي نشاطات تُذكر، بل إنها فقدت بريقها وحسها الإعلامي الذي طالما تعوَّدنا أن نُشاهد من خلالها العديد من البرامج المختلفة، التي سجَّلت نجاحات سابقة على أيدي أبناء الوطن، ومع ذلك اختفى هذا الدور رغم أنها تملك العديد من الموارد البشرية الكافية، والتي تستطيع أن تُقدِّم وتُشارك في تطوير الإعلام المرئي والمسموع، ولكنها أوقفت بشكل مركزي ومستغرب.

معالي الوزير، إن عدم الاهتمام بالكوادر البشرية أدَّى إلى اندثار الصف الثاني، وبالتالي الابتعاد بل تسرُّب كثير من الإعلاميين والفنيين إلى محطاتٍ خاصة، بحثاً عن الفرص المناسبة لعرض كفاءتهم وإمكانياتهم من خلالها، بدلاً من الاستفادة منهم في القنوات المحلية وتطويرها، وإعطاء الفرصة للشباب الواعد والمتخصص مَطلب للجميع لإثراء الحركة الإعلامية لدينا.

معالي الوزير، نتمنى أن نشهد من خلالكم التطوير في جميع القنوات السعودية، بدءاً من قناتي القرآن الكريم وقناة السنة النبوية، التي لم نشهد عليها أي تطوير يطرأ منذ سنوات، وهي التي تُتابَع من قِبَل ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن تُعطَى الفرصة للكوادر السعودية الشابة بإدارتها وتشغيلها والنهوض بها، وأقترح أن يكون ذلك من خلال فريق عمل وبحث يتبع لمعاليكم شخصياً.

أخيراً معالي الوزير، نحن كلنا ثقة بفِكركم وثقافتكم وخبرتكم الغنية للنهوض بهذا القطاع الهام ودوره ورسم خريطة النجاح لإعادة بريق وتوهُّج القنوات السعودية بما يليق بها، تماشياً مع تطلعات القيادة وأبناء الوطن والشعوب الإسلامية المُتَابِعَة.