كان يتمنى البعض تمديد فترة المعرض الدولي للكتاب الذي أقيم في جدة مؤخراً ولقى إقبالاً منقطع النظير إلا أن معظم المعارض الدولية لا تتجاوز مدة إقامتها عشرة أيام، وقد صحب هذا المعرض المتميز بفريقه المختص في نسخته الرابعة فعاليات شملت ركن اللوحات التشكيلية للفنانين والفنانات السعوديات وكانت بمثابة الحدث المهم في فعاليات المعرض، وهناك العديد من الورش الفنية والتعليمية والتربوية تفاعل معها زوار المعرض من كل الفئات العمرية، وقد شاهدت شيئاً مماثلاً مع شيء من الاختلاف في العروض التي قدمت في الساحة الكبرى للكورنيش بجوار النورس ولفت نظري معرض الخط العربي ومحتوياته فضلاً عن بقية الأماكن التي تعرض بعض الأنشطة وإنجازات الجهات الحكومية ضمن برنامج الملتقى الثقافي (كيف نكون قدوة).
كان المعرض الدولي للكتاب يعج بالزوار على مدى إثنتي عشرة ساعة كل يوم وقد لوحظ المستوى الطيب للتنظيم وكثرة أعداد المتطوعين لخدمة الزوار وإرشادهم، وتواجد الروائيين والكتّاب والنقّاد وملاحظة الزيارات المتكررة للمثقفات والكاتبات السعوديات. لقد تسيدت العديد من الإصدارات الحديثة العربية منها والدولية في المعرض لكن طغيان الروايات كان واضحاً حتى أن ثلاثاً من دور النشر ليس لديها سوى الروايات المحلية والإقليمية والدولية المترجمة.
أثناء زيارة المعرض كانت هناك ندوة عن خطابنا الإعلامي والتحديات، وهناك بعض النقاط الإيجابية التي يلزم التوقف عندها ومجموعة أخرى من الملاحظات ربما تستوجب الحديث عنها بتفصيل في مناسبة أخرى.
من المنصات اللافتة المنصة المعرفية لمكافحة المخدرات بمحافظة جدة واحتوت على معلومات إثرائية ليتعرف عليها الزوار بهدف حماية أبنائهم من الخطر الدائم لها وللهجوم الممنهج ضد أبناء الوطن مستهدفين أغلى ما فيه وقد شهدت المنصة حضوراً لافتاً مقارنة بالعام الماضي حيث جاء موقعها في زاوية ربما لا يصل لها البعض من الزوار. لقد تولَّد لدى المترددين على المعرض شعور يلامس عنوان المعرض (الكتاب تسامح وسلام) إضافة للاهتمام بجوانب الطفل والطفولة مما يرسخ مكانة الكتاب في نفوس الجيل الصاعد.
يظل السؤال الذي يتردد دائماً: هل من سبيل لإيجاد منشآت دائمة خاصة بالمعارض في جدة بدلاً من التكاليف التي تتكبدها محافظة جدة ومساهمة الرعاة المقدرة، رغم أن هذا الأمر لم ينعكس على أسعار الكتب ؟!.
في هذا السياق أذكر أن حواراً اشتعل في مجلس سمو الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة مع بعض الحضور من رجال الأعمال حيث أكد سموه الأهمية البالغة لإيجاد مركز للمعارض وأن الدراسات الأولية أكدت جدوى وجوده لخدمة معرض الكتاب الدولي أو غيره من المناسبات المتكررة على مدى العام، وأكد على أهمية التحالف لتحقيق هذا المطلب الملح، ووعد بتوفير كل مسببات النجاح له، وإن غداً لناظره قريب.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
