Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الفجوة بين اختبار الثانوية والتحصيلي

A A
تحفل حياتنا اليومية بعدد من الفجوات التي نلمسها في بعض الجهات التي ترتبط بمجتمعنا، فهناك فجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، وهناك فجوة في التنسيق بين بعض الإدارات التي تصلها بعض المعاملات، ومع التطور التقني الهائل واعتماد نسبة كبيرة من المجتمع على الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعية وُجدت فجوة جديدة أخرى بين الأجيال وهناك فجوة في التعاملات الإلكترونية بين بعض الجهات الحكومية.

الجانب التربوي والتعليمي أحد الجوانب التي حظيت باهتمام الدولة منذ عشرات السنين وقامت بجهود كبرى في سبيل تحسين جودة التعليم وإصلاح الأنظمة التربوية وتطوير المناهج الدراسية وكذلك الكوادر البشرية القائمة على الأنظمة التعليمية ومن تلك الجهود الجبارة إنشاء مركز القياس والتقويم الوطني والذي يقوم بإجراء اختبارات موحدة لقياس التحصيل العلمي للطلاب المتقدمين للدراسة الجامعية ومساعدة القائمين على التعليم في اكتشاف الطلبة ذوي القدرات والمواهب والإبداعات وتوجيههم حسب ميولهم وإمكاناتهم نحو التخصصات المناسبة لهم في المرحلة الجامعية وإعدادهم ليكونوا وسائل فعالة ويقوم المركز بتقديم اختبارات القدرات والاختبارات التحصيلية واختبار المعايير المهنية للمعلمين واختبارات قياس الموهبة والإبداع وغيرها من الاختبارات الأخرى بهدف تحقيق الإنصاف وتكافؤ فرص القبول في الجامعات وما يماثلها.

الاختبارات التحصيلية هي إحدى تلك الاختبارات التي يقوم بها المركز بهدف معرفة مدى تمكن الطالب أو الطالبة من أساسيات مقررات معينة تمت دراستها في المرحلة الثانوية سواء بالنسبة للتخصص العلمي أو النظري ويكشف ذلك الاختبار عن مستوى أداء الطلاب بشكل دقيق ومعياري.

وبالأمس نشرت صحيفة المدينة خبراً عن قيام المركز الوطني (قياس) بالكشف عن فجوة كبيرة جداً بين الاختبارات التحصيلية التي يجريها المركز واختبارات الثانوية العامة حيث وصلت تلك الفجوة في بعض المدارس إلى 56%، وتضمن الخبر بأن الفجوة ازدادت بشكل يفوق الأعوام السابقة بالرغم من وجود خطة قبل 6 سنوات أطلقت لمعالجة هذا الأمر، مشيرة إلى أن مستوى الفجوة في مدارس البنين أكبر بكثير من مدارس البنات، وهذه الإحصائية تؤكد وجود ضعف كبير في عدد من محاورالعملية التربوية داخل الفصول الدراسية يجب تداركه.

هناك العديد من الأسباب لتلك الفجوة وفي مقدمتها أهمية معدل الثانوية العامة بالنسبة للطالب أو الطالبة غير أن اتساع هذه الفجوة بهذا الحجم يعد مصدر قلق كبير ومؤشراً خطيراً يجب المسارعة في معالجته وتغيير الحلول السابقة التي وضعت قبل عدة سنوات والتي أثبتت عدم نجاحها والمبادرة بآليات جديدة تساهم في ردم هذه الفجوة من خلال تعزيز مصداقية النظام التعليمي وخصوصاً في بعض المدارس التي حققت نسباً قياسية في تلك الفجوة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store