Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

ظاهرة العنف في المجتمع..!

A A
خلال فترة وجيزة تكررت حوادث شجار على مواقف السيارات في جدة والرياض ونتج عنها قتل اثنين من أبناء الوطن وجرح آخرين. تمنيت أن تكون الوفاة دفاعًا عن الحد الجنوبي وعن أمن الوطن حتى يكون لها مبرر ويكتب لهم الأجر والثواب بإذن الله والدعاء من كل مواطن غيور على أمن وطنه، ولكن أن تكون تلك الحوادث بسبب مواقف سيارات فتلك مصيبة كبرى!!. وفي مشهد آخر ظهر أحد الأشخاص (بهياط) مقزز ما أنزل الله به من سلطان يتوعد ويطلق من عياله ويزمجر بأن أبناء قبيلته لن ينفذ فيهم حكم الله!! شريعة وطننا الغالي التي منَّ الله علينا بها. الحوادث اُستخدم فيها السلاح الأبيض وربما المسدسات. وقبل فترة أعلنت جهة رسمية السماح باقتناء السلاح وتمكين الراغبين من شرائه في السوق المحلي ولم أكن أصدِّق ذلك لولا أن صورة أحد رجال الأمن كانت مصاحبة للإعلان تأكيدًا على موافقة الجهات الرسمية. وأنا وغيري يدرك أن السلاح موجود ولكن بحذر وبدون التباهي به مثلما كان الوضع في الماضي المنضبط بواسطة الأهل والمجتمع في القرية والقبيلة، ولكن الطفرات عمت الطيب والرديء وأفقدت الهيبة وأصبح كل من ركب سيارة واقتنى مسدسًا يركبه الغرور ويهايط كما يشاء!. والقتل جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون، والدم شأنه عظيم في الدنيا والآخرة، والاستهانة بذلك تجر الإنسان للمهالك، حمانا الله من ذلك.

في الماضي كانت المناسبات مثل الزواج والأعياد لها ضوابط وأعراف اجتماعية، واليوم مع الطفرات المادية أصبح البعض يستغل أي فرصة لعمل حفل يصاحبه شيلات يحييها شُعار البعض منهم مع الأسف يبالغ في المدح والتفاخر ويثير نعرات العنصرية القبلية التي نحن في غنى عنها، والدولة منعت إطلاق النار في تلك المناسبات.

الكل يعلم إن من أكبر المشاكل الأمنية التي تواجه الشعب الأمريكي اقتناء السلاح برغم التنظيم المحكم لديهم والعقوبات الفورية الصارمة على من يوجد بحوزته سلاح بدون تصريح.. وبرغم ذلك فإن المجتمع الأمريكي منقسم حول معضلة امتلاك السلاح التي يعاني منها والعظة من ذلك أن وجود السلاح في أيدٍ مراهقة ومتهورة قد يرفع من معدلات الحوادث التي يشهدها مجتمعنا ما لم يكن هناك رقابة يقظة وعقوبات صارمة على كل من يسيء استخدامه.

وفي الختام: كل شاب يفقده الوطن لأي سبب من الأسباب يُعد خسارة مؤلمة لأهله ومجتمعه والشجار الذي يصل إلى الاعتداء بالقتل من أجل موقف سيارة أو أي سبب آخر.. من المصائب الكبرى، والهياط الذي يروج للعنف والتباهى بالقوة من خلال مواقع التواصل أو في الشيلات يجب سن العقاب الصارم على مرتكبيه بدون هوادة، لأننا والحمد لله في بلد محكوم بعقيدتنا السمحة، والفوضى لا مكان لها بيننا. حفظ الله ولاة أمرنا وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store