أكفاء

في مرحلة ماضية؛ طالما تَرَدَّدَتْ على مسامعنا «كلمة باطل أريد بها باطل» أن الشاب/ الشابة السعوديين لا يصلحون للعمل. وأنهم كسالى ولا يعتمد عليهم.. وكل منهم يريد أن يُعيَّن على مكتب ويبدأ مشواره مديراً، هذه الادعاءات الباطلة ظلت فترة غير قصيرة نسمعها ويُردِّدها كثير من أصحاب الأعمال، ويُغذِّيها مَن يُغذِّيها، وكان الشاب/ الشابة السعودي لا يجد فرصة في سوق العمل لأنه محكوم بحكمٍ مسبق، ومسبوق بصورةٍ انطبعت وترسَّخت في أذهان مَن يملكون التوظيف في القطاع الخاص. رغم أنهم لو صدقوا مع أنفسهم وتنبَّهوا لمَن كان وراء ذلك لأدركوا الحقيقة.

ومع هذا، استمرت معالجات الدولة لهذا الوضع وتصحيحه بعدة إجراءات من أجل التوطين، في المقابل لم يستسلم أصحاب المصلحة من استمرار الوضع كما كان، فظهرت ظاهرة سيئة في سوق العمل وهي السعودة الوهمية، حيثُ كانت بعض شركات أو مؤسسات القطاع الخاص تستقطب الشباب/ الشابات المحتاجين والباحثين عن العمل، وتُسجِّلهم في قوائمها، (فقط للاستخدام الرسمي أمام وزارة العمل)، وتدفع لهم مرتبات ضئيلة، نصفها مدفوع من برنامج الدعم الحكومي (هدف)، ولا تُمكِّنهم من مزاولة أي عمل.. «اجلسوا في بيوتكم وندفع لكم تلك المرتبات»، البعض من الشباب/ الشابات كان يُوافق لأن هذا الخيار هو المتاح أمامه، ولا حول له ولا قوة، والبعض منهم كان يرفض؛ لأنه لازال يتشبَّث بالأمل في الحصول على عمل يُمارسه ويتطوَّر من خلاله ويثبت ذاته. وكان الأمر سِجالاً بين وزارة العمل والقطاع الخاص.. واجهت الوزارة ظاهرة التلاعب هذه، وشرعت في مكافحتها بقوة من خلال عدة إجراءات حازمة، لتُعطي الحق لصاحبه، وهو أن يجد أبناؤنا فرصتهم في العمل في وطنهم، ولا يزال مئات الخريجين والخريجات من الجامعات في مختلف التخصصات، يبحثون عن فرصهم في سوق العمل، ولازال على القطاع الخاص أن يضطلع بدوره الوطني في هذا الصدد، ويتبنَّى حماسهم ورغبتهم واستعدادهم الحقيقي للعمل، خاصةً بعد أن أثبتوا أنهم أكفاء، وأن كل ما كان يُقال عنهم في الماضي غير صحيح، وإنما روّجه المستفيدون من رسم تلك الصورة عنهم.

اليوم تذهب إلى المستشفيات، البنوك، الفنادق، الشركات على اختلاف نشاطاتها، تجد شباباً/ وشابات تفخر بهم أداءً وخلقاً وتعاملاً، ومن حقهم علينا أن نشكرهم ونشيد بهم، ونشد على أيديهم.

تغريدة:

أبناء الوطن، استثمار، تنمية.