Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

اللهم احفظ السودان وأهله

A A
يمر السودان الشقيق بمرحلة صعبة من خلال التظاهرات التي زعزعت أمن البلاد وأوقفت نشاطه الاقتصادي، وتنذر بمستقبل خطير لا يتمناه الأشقاء في الدول المجاورة والمحبة للسودان وشعبه.

لقد رأينا كيف كانت نتائج الثورات وما سمي بالربيع العربي على البلدان الشقيقة الأخرى كـ(العراق وليبيا وتونس وسوريا) والتي لازالت تعاني شعوبها من انفلات الأمن وضيق العيش، ومرارة الهجرة والأخطار التي نجمت عنها. والمتاعب الاقتصادية التي يعاني منها السودان لا تخصه وحده، بل هي أزمة عامة عانت منها حتى الدول الغنية التي لديها فوائض مالية كبيرة وعوائد استثمارية مهولة، والسودان الشقيق لا يملك ما يواجه به هذه الموجة لافتقاره للمحفزات التي ترتفع بالموارد كالثروات الطبيعية والصناعية.

وهي حالة لا ينكرها الرئيس السوداني عمر البشير الذي يعي تماماً متاعب شعبه، ولكن الظروف لا تطاوعه ولا تحقق له ما يتمنى بل وأقر بتلك المتاعب، وها هو في زياراته التي شملت بعض البلدان الشقيقة يحاول قدر استطاعته أن يتجاوز السودان هذه المرحلة الخانقة من خلال دعم الأشقاء له.

وكانت المملكة من أوائل هذه الدول التي هبت لنجدة الأشقاء، حيث بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفداً وزارياً للسودان في وقفة تضامنية معه لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، معلناً -حفظه الله- بأن أمن السودان هو من أمن المملكة واستقراره استقرار لها،ولذلك فإنها لن تتأخر عن دعمه ودعم شعبه تقديراً لمواقفه وللدور الكبير الذي لعبه الأشقاء السودانيون في دعم مسيرة التعليم، ولقد كان من بين أهداف ذلك الوفد الوزاري تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري وكشف خطة عمل واضحة يتخللها زيارة لرجال الأعمال للسودان، وهي وقفة تضامنية غير مستغربة من قبل المملكة التي سبق وأن قدمت للسودان الشقيق قروضاً لمشاريع تنموية بلغت (23) مليار ريال، ومبالغ أخرى تستهدف دعم الميزانية ملحقة بمساعدات بترولية.

أيضاً لم تتوانَ مصر الشقيقة عن مد يد العون للسودان ومساعدته في انتشاله من ظروفه الراهنة التي يمر بها حيث أرسلت هي الأخرى وفداً رفيع المستوى في بداية الأزمة، حرصاً منها على استقرار السودان، هذه المواقف دعت وزير الإعلام السوداني للإعلان بأن الحكومة السودانية خطت خطوات تبشر بالخير، ستنجز في الأشهر القادمة وستحل مشاكل السودان تماماً.

لست مع الحكومة ضد الشعب، ولست مع الشعب ضد الحكومة، ولكني ألفت انتباه الشارع السوداني إلى أن يتعظ بما جرى لتلك الدول التي اجتاحتها الثورات، وينظر إلى حال السوريين الأشقاء التي أجبرتهم الأوضاع في بلادهم إلى أن يبحثوا عن الأمان، وكانت السودان من بين المحطات التي لجأوا إليها، وينظروا لما يجري في العراق وليبيا، فالمشكلة عامة وليست خاصة، الفرنسيون لازالوا يعانون وكذلك البريطانيون أيضاً رغم فارق الإمكانيات.

اسأل الله أن يديم على السودان وشعبه نعمة الأمن والاستقرار وأن يحفظه من الانزلاق نحو المجهول، ويجعل شعبه في أحسن حال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store